responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 112
ببطولة نادرة احتلال الجزائر لم يكن نزهة عسكرية كما يدعي بعض الفرنسيين، بل كان اصطداما بقبائل قوية الجانب شديدة المراس قوية الشوكة لا كما كان يظن الاستعمار أنها قبائل متأخرة، وظن باحتلاله العاصمة أنه بذلك قد استولى على البلاد، ولما اصطدم بالشعب في المعارك الدامية تبين له خطؤه وتقديره، واقتضاه الأمر من بعد ذلك على أن يدفع ثمن الاحتلال باهضا، لأن مسلمي الجزائر كانوا لا يسلمون في شبر من أراضيهم إلا إذا سالت فيه دماء غزيرة من الجانبين، فكانت خسارة في الأنفس والأموال كبيرة جدا. فالاستعمار ضحى من ناحيته ما لا يقل عن أربعين ألف جندي، وأنفق أموالا طائلة على هذه الحرب القذرة ...
الشعب الجزائري مسلم ما في ذلك لبس ولا غموض، ورغم الحكم المحلي فإنه مكون من سلسلة متراصة قوامها العروبة والاسلام ولكن ينقصه الوعي.
كانت الشعوب الاسلامية حينذاك متخاذلة فيما بينها بسبب فقد الروح الاسلامية، والظروف كانت تعمل لصالح الاستعمار، والفرص مواتية له، فاضطر الأمير الى دخول المغرب العربي، وقد سمح له بذلك السلطان عبد الرحيم بادى الأمر بالالتجاء الى بلاده، فطلب الفرنسيون من السلطان تنفيد شروط المعاهدة التي عقدوها معه اثر معركة (إيزلي) وهى التي انتصر فيها الفرنسيون على المغاربة، وتنص هذه المعاهدة بأن السلطان يحجز الأمير في إحدى المدن الساحلية اذا ما وقعت يده عليه، ومن السلطان لم تصل يده الى الأمير قط بل كان يناحر الفرنسيين على الحدود الجزائرية المغربية وكان فريق من الجزائريين يحمل بين طياته الخيانة لأمته والغدر بمواطنيه.
انحاز هذا الفريق الكبير الى صفوف العدو، وأصبح يقاتل معه، فكان سببا في جلب الكوارث والنكبات والويلات التي حلت بهذا الوطن. فخذلت هذه القبائل الخائنة الأمير وجيشه الذي كان يدافع عن الوطن والاسلام، فأصبح مشردا ومطاردا من كل ناحية لا يستقر في مكان، فرأى أنه لا مفر من الاستسلام الى

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست