نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر جلد : 1 صفحه : 255
ولم يلبث أن لمس الحقيقة بنفسه وهى أن أية مفاوضة مع غير جبهة التحرير ستكون عبثا، وحينها قام بزيارة الجزائر في العاشر من شهر ديسمبر 1960 ليشرح سياسته الجديدة انتهز المعمرون هذه الفرصة فعبروا عن العنصرية بأفظع صورها، فقاموا بحركة رهيبة من القتل الجماعي والتخريب في مدينة الجزائر العاصمة ووهران، وذهب ضحية هذه البربرية خلق كثير من المسلمين، ولما رأى الشعب الجزائري هذه الاعمال الوحشية قام بمظاهرات كبرى معاكسة حاملا الأعلام الجزائرية متحديا الموت مناديا بالشعارة الوطنية وبجبهة التحرير ...
ومن المعروف أن الصراع بين العناصر المتجاورة تترك أثرا عميقا أكثر مما تتركه الحرب المألوفة.
هذه المظاهرات الشعبية هي التي ردت عقلية الجنرال الى الصواب، وجعلته يشعر بأن كل إجراء يتخذ بدون اتفاق مع جبهة التحرير سيكون مآله الفشل، وعاد الى باريس، وهو يؤمن بعدم الحلول الوسطى في هذه القضية الشائكة، فبدأ يمهد السبيل لكي يخطو الخطوة النهائية ألا وهي المفاوضات على تقرير المصير مع جبهة التحرير لتحصل الجزائر على استقلالها التام. ومن بعد مفاوضة (إيفيا) اصبحت الجزائر دولة ذات سيادة حرة مستقلة، وذلك بفضل الإسلام الذي دفع الشعب الى جهاد الاستعمار حتى أحرز على النصر النهائي.
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر جلد : 1 صفحه : 255