responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 40
واحدة، وعقيدة واحدة إذا استثنينا ما كان من المنافقين الذين ينتسبون الى الاسلام وهم يضمرون الكفر ولأهله العداء.
أما ما وقع بين سيدنا علي كرم الله وجهه وبين معاوية رضى الله عنه من خلاف لم يكن له مثل هذا الخطر الذى وقع المسلمون فيه من القرون المتأخرة من حياة المسلمين وإن كان النواة التي قام عليها التحزب، ونبت عنها التفرق والاختلاف.
بعد ما انتهى عصر الخلفاء الراشدين استقرت السلطة العامة في أيدى بني أمية وأصبح التنافس عليها بين حزبين كبيرين وهما بنو هاشم وبنو أمية ولكل منهما أتباع ومن بعد آلت الى بني هاشم ولكن كان الدين مسيطرا على الجميع الا في الحكم فإنه انحصر في هذين الحزبين ولم يعد المسلمون هم الذين يعينون خليفتهم وإنما أصبح القوى من الحزبين هو الذى يتولى على السلطة ومن ثم يبايعه المسلمون بيعة عامة، لم يكن الحكم شورى كما نص عليه القرآن وكما كان في زمن الخلفاء الراشدين، تفرق المسلمون الى أحزاب متعادية بعد ما كان يجمعهم حزب واحد ألا وهو حزب الله ألا ان حزب الله هم المفلحون، وذلك بسبب العناصر التي انشقت عن الخلافة العباسية في بغداد واستلاء العنصر التركي على وظائف جيش الخلافة والذي فعل ذلك هو، الخليفة المعتصم وهو ثامن خلفاء العباسيين، لأنه واجه حروبا كثيرة في الداخل والخارج، فاتخذ جيشا من الترك خوفا من الجيش العربي ونفوذ العنصر الفارسي، فعين قادة الجيش منهم ليضمن لنفسه التفوق والنصر، ونسي المعتصم أنه بعمله هذا وضع السلاح في يد مجرم مأفون عاث في الارض فسادا بعد ما تمكن هؤلاء الأتراك من الجيش بدأوا يتصرفون في الخلفاء أنفسهم بتولية هذا ونزع هذا حسب مصلحتهم وأهوائهم، ومن بعد أصبحوا ينكلون بهم تنكيلا شنيعا، يقول الامام الشيخ محمد عبده رحمه الله: (فلم يكن بين عشية أو ضحاها حتى تغلب رؤساء الجند على الخلفاء، واستبدوا بالسلطان دونهم وصارت الدولة في قبضتهم، ولم يكن لهم ذلك العقل الذي راضه الاسلام والقلب الذى هذبه الدين بل جاء إلى الاسلام بخشونة الجهل، يحملون ألوية الظلم لبسوا الاسلام على أبدانهم ولم ينفد منه شيء الى

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست