responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 88
ومملوك، ولا يؤثر سلطانا على صعلوك لا ينهض العالم الإسلامي الا برسالته التي وكلها اليه مؤسسه صلى الله عليه وسلم، والايمان بها والاستقامة على سبيلها، وهى رسالة قوية لم يعرف العالم رسالة أعدل منها، ولا أفضل ولا أيمن للبشرية منها.
وهى نفس الرسالة التي حملها المسلمون في فتوحاتهم الى العالم، والتي لخصها أحد رسلهم في مجلس يزدجرد ملك إيران بقوله (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة الله وحده ومن ضيق الدنيا الى سعتها، ومن جور الاديان الى عدل الاسلام) رسالة لا تحتاج الى تغير كلمة وزيادة حرف، فرسالة العالم الإسلامي هي الدعوة الى الله ورسوله، والايمان باليوم الآخر، وجائزته الخروج من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الناس الى عبادة الله وحده ولو نهض العالم الإسلامي واختضن هذه الرسالة بكل اخلاص وحماس وعزيمة ودان بها فإنها بدون شك ستنقذ العالم من الانهيار والانحلال، فالإسلام هو قوة العالم العربي، ومحمد صلى الله عليه وسلم روح العالم العربي وإمامه وقائده، والايمان هو قومية العالم العربي التي حارب بها العالم البشرى كله فانتصر عليه، وهو قوته وسلاحه اليوم كما كان بالأمس يقهر اعداءه ويحفظ كيانه ويؤدى رسالته، ان العالم العربي لا يستطيع أن يحارب الصهيونية أو الشيوعية، أو عدوا آخر بالمال. وانما يحاربه بالإيمان والقوة المعنوية، وبالروح التي حارب بها الدولة الرومية والامبراطورية الفارسية في ساعة واحدة، يستطيع المسلمون اذا حكموا الاسلام فيما بينهم أن ينقذوا أنفسهم من التبعيات ويحولوا العالم من الشر الى الخير، ومن النار والدمار الى الهدى والسلام. لقد حول المسلمون في الماضي العالم الكبير الى اعتناف العقيدة الاسلامية والايمان العميق بها، والصلة الروحية القوية، وكان أوسع عالم عرفه التاريخ، انصهرت فيه الثقافات المختلفة، فتكونت منها ثقافة واحدة هي الثقافة الاسلامية التي لم تزل تظهر في نوابغ المسلمين الذين لا يحصيهم عدد، واستحق المسلمون قيادة العالم عن جدارة واستحقاق. فكانت أشرف قيادة وأعظمها في التاريخ،

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست