نام کتاب : إلى الإسلام من جديد نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 42
في هذه المرة، فغزوهم في عقر دارهم، ونزلوا لساحتهم، فما لبثوا أن مزقوا جموعهم شر ممزق، وثلوا عروشهم [1] ووطأوا تيجان ملوكهم، وفتحوا كنوزهم، واقتسموا أموالهم وتراث ملوكهم، وسبوا ذراريهم، ومزقوا رداء فخرهم وعظمتهم، فلم يرقع أبدا، وكسروا شوكتهم، فلم تعد أبدا، وهلك كسرى فلا كسرى بعده، وهلك قيصر فلا قيصر بعده.
{وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها} [الأعراف: 137].
خرج هؤلاء العرب من جزيرتهم في ثياب صفيقة [2] مرقعة، ونعال وضيعة مخصوفة [3]، يتقلدون سيوفا بالية الأجفان [4]، رثة المحامل، على خيل بعضها عارية الظهور، متقطعة الغرز [5]، قد بلغ بهم البعد عن المدنية الى حد أنهم كانوا يحسبون الكافور ملحا، وربما استعمله بعضهم في العجين [6]. [1] ثلوا عروشهم: هدموها. [2] صفيقة: كثيقة النسيج. [3] خصف النعل: خرزها وضم بعضها الى بعض. [4] الجفن: غمد السيف أي بيته. [5] الغرز: ركاب من جلد يضع الرجل رجله فيه ثم يمتطي دابته. [6] قال ابن كثير: كان المسلمون يجيئون بعض تلك الدور، فيجدون البيت ملآنا الى أعلاه من أواني الذهب والفضة، ويجدون من الكافور شيئا كثيرا، فيحسبونه ملحا، وربما استعمله بعضهم في العجين، فوجدوه مرا حتى تبينوا أمره (البداية والنهاية ج 7 ص 67).
نام کتاب : إلى الإسلام من جديد نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 42