نام کتاب : إلى الإسلام من جديد نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 52
الفرس - كانوا راقين في نظامهم الحربي في ذلك العصر، وقد بلغت الدولة البزنطية في بداية القرن السابع المسيحي زهوها، وأوج فتوحاتها الحربية، ففي ذلك العهد دحر الروم الفرس، وردّوهم على أعقابهم، وجاسوا خلال الديار، وعبر هرقل جبال الكرد ونهر دجلة غازيا منتصرا، وبعد حرب دامية في ساباط ومعركة فاصلة في نينوى، دخل دستجرد وتقدم الى المدائن، وغرز علم الفتح الرومي في قلب فارس، وذلك كله في سنة 625 م يعني قبل زحف المسلمين على الشام باثني عشرة سنة فقط.
وقد أفادت هذه الحروب الطاحنة التي بدأت من سنة 603 الفريقين - الروم وفارس - من جهة الحرب والتدريب كثيرا، وقد استفاد الفريقان أساليب جديدة للقتال وحنكة وحسن بلاء في الحرب، وتعلم كل فريق من الآخر كما كان الشأن في الحروب الصليبية في القرون الوسطى.
وقد اعترف "جبون" مؤرخ رومة الكبير بفضل الروم على العرب في الحروب ونظامها، فقد قال في كتابه (المجلد الخامس ص 478):
أنا ألاحظ هنا وسأكرره مرارا، أن هجوم العرب
نام کتاب : إلى الإسلام من جديد نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 52