وإن ذلك ليقتضي إعادة النظر بصدق وإخلاص في كل ما يتصل بالتعليم على كافة مستوياته وأنواعه، ابتداء من ضرورة إعداد المعلم إعدادًا جيدًّا على كل مستوى من مستويات عمله، ومرورًا بتوفير التمويل اللازم للتعليم، وإعطاء هذا التمويل أولوية على كل شيء في المجتمع؛ لأنه الاستثمار الحقيقي، وتوفير الأمكنة الملائمة، والارتفاع بالمستوى الكيفي للتعليم، مع العمل الدائب على محو الأمية محوًا كاملًا، وإعادة النظر بناء على ذلك في المناهج التعليمية بالمعنى الواسع للمنهج الذي يتناول كلَّ ما له صلة بعملية التعليم والتعلم؛ ذلك لأن الإسلام يدعو إلى العلم، وأول الآيات نزولًا فيه كانت دعوة إلى القراءة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} (العلق: 1، 2).
وإن إعادة النظر هذه -أعني: في عملية التعليم والتعلم والاهتمام بها- تتطلب وضوح السياسة التعليمية التي يتم وفق أهدافها كل هذا التغيير.
ب- عناية الدعاة بأهداف السياسة التعليمية:
إن عناية الدعاة بأهداف السياسة التعليمية مهم للغاية في تكوين الجيل الذي يبني أمته ويفيد مجتمعه؛ لأنه يساهم في أن تكون هذه المناهج سليمة صحيحة، تخرِّج أجيالًا تعرف مكانتها ومهمتها بعد أن تلقت التعليم المناسب للعصر الذي تعيش فيه، ويمكنني هنا أن أجمل السياسة التعليمية فيما يلي:
أولًا: اعتبار العالم الإسلامي وحدة واحدة، يجب أن تسودها ثقافة إسلامية معينة، وما يترتب على هذا الاعتبار.
ثانيًا: بناء الشخصية الإسلامية القادرة على التفاعل مع قضايا المجتمع التي تعيش فيه، وقضايا العالم الإسلامي كله، وعلى مواجهة كل المتغيرات.
ثالثًا: العمل على إقامة المجتمعات الإسلامية الملتزمة بخلق الإسلام وأدبه ومنهجه