وصياغة الأطفال، واليافعين والشباب، صياغةً تجعلهم صالحين لممارسة الحياة الاجتماعية السليمة، وصالحين لمواصلة طلب العلم والتفوق فيه، وصالحين لأداء واجبهم في الحياة على نحو جيد، يحققوا أملَ الوطن والأمة الإسلامية كلها.
إنَّ على هؤلاء المدرسين عبئًا ضخمًا وعملًا جليلًا في بناء هذه الأجيال بناءً صحيحًا، لا للمواطنة الصالحة فحسب -وإن كان هذا أمرًا مطلوبًا- ولكن أيضًا لبناء الإنسان الصالح للتعامل مع وطنه وعالمه الإسلامي كله، وقبل ذلك كيف يتوجه إلى رب العزة والجلال سبحانه، وأن يسير في كون الله وفق ما أراد الله -تبارك وتعالى- منه، وإن هذا البناء لعمل عظيم متشابك متعدد الأبعاد، يبدأ ببناء العقيدة الإيمانية الصحيحة، ثم الأخلاق الإسلامية المستقيمة على جادة الحق دائمًا، ثم بناء العقول القادرة على الفهم والتعمق فيه، والبحث والعلم، ثم بناء الأبدان الصحيحة التي تستطيع أداء الواجب الشخصي والاجتماعي والعالمي.
ثم إن هذه أيضًا تبني بعد ذلك -أعني: العقيدة الإيمانية الصحيحة - النفسية السوية التي تتجاوب مع أداء الواجب، وتقبل عليه بسعادة ورضا، وتخلو من الأمراض النفسية وما يسمى بالعقد، إنه بناء الإنسان المسلم، وكفى.
إن المدرسين إذا كانوا قادرين على هذه العطاء، فإنهم يسهمون بقدر ضخم في بناء الإنسان المسلم والوطن المسلم والأمة المسلمة، وإذا عجزوا عن ذلك، ضيعوا على الأمة الإسلامية خيرًَا كثيرًًا؛ بل عوقوها عن الوصول إلى أهدافها، وحالوا بينها وبين التقدم والرقي، وأخذ المكان اللائق بالمسلمين في الحياة.
ومن نافلة القول: التنبيه على أن المدرسات -وهن كثرة كاسرة في مجتمعاتنا الإسلامية- عليهن نفس العبء، ولهن نفس الأهمية والمكانة، وما ينبغي أن يكون هذا محل جدل أو نقاش، فلا شك أن التعليم للرجل وللمرأة، وهو للمرأة بشروط