ب- تنبيههم إلى أن أسلافنا من العلماء الأفذاذ هم الذين أقاموا صرح علم وحضارة، لم تكن البشرية قد وصلت إلى مستواها إلا على أيديهم، وأن هذا العلم وتلك الحضارة هي التي بنت عليها أوربا نهضتها الحديثة في مجال العلم والتقنية، إن المنصف من الأوربيين وأهل الحضارة الغربية بصورة عامة، يعلمون أنهم أقاموا حضارتهم اليوم على ما كان عند المسلمين في السابق، وهذا يدعو أهل الإسلام اليوم إلى أن يسعوا سعي آبائهم السابقين، وأن يخططوا تخطيط السابقين، وأن يتفوقوا على المجتمعات المعاصرة كلها اليوم، وهم أولى بذلك، ودينهم يدعو إلى هذا.
وقد كان السابقون من المسلمين علماء في كل فن، وبرعوا في كل اتجاه نافع ومفيد، ودلالة ذلك واضحة من التاريخ.
جـ- عقد الصلات الطيبة بهم، أعني: أن يعقد الدعاة إلى الله -عز وجل- صلات طيبة مع أساتذة الجامعات، وأن يقتربوا منهم اقترابًا شديدًا، وأن يتعرفوا على أنشطتهم المتعددة العلمية وغير العلمية، التي يمارسونها في جامعاتهم، وفي أنديتهم، وملتقياتهم، ورحلاتهم، والعلة في ذلك أن يحرص الدعاة إلى الله -عز وجل- إلى توجيه أساتذة الجامعات إلى النافع المفيد في هذه الأنشطة، وأن يتركوا ما لا فائدة منه، وأن يوجهوهم توجيهًا سليمًا عندما يذهبون إلى المنتديات أو يخرجون في رحلات، فلا يرتكبون منكرًا، ولا يقولون زورًا؛ بل عليهم أن يقوموا في ملتقياتهم كلها بمراقبة رب العزة والجلال -سبحانه وتعالى.