القوم، وصدهم عن دعوته، واضطهادهم له، معاناة شديدة، وكان الهدف من وراء كل ما فعل -صلى الله عليه وآله وسلم- هو نشر العقيدة الصحيحة.
الخاصية الثانية من خصائص الإعلام الإسلامي: القدوة الحسنة:
القدوة الحسنة طريق يجب أن يسلكه من يتصدى للإعلام الإسلامي في أي موقع؛ حتى لا تأتي أفعاله متناقضة مع أقواله، قال الله -تبارك وتعالى- محذرًا من ذلك: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} (البقرة: من الآية: 44) وإذا تعود وتزود دعاة الإسلام بهذه الصفة؛ فإنهم سيحققون الكثير ويختصرون الطريق ويوفرون على أنفسهم جهودًا كبيرة يمكن أن تضيع إذا فقد الداعي المسلم هذه الصفة، ذلك أن رجل الإعلام الديني أو الداعي المسلم في نظر الجماهير يمثل الدين، وعلى دعاة الإسلام أن يدركوا هذه الحقيقة.
فإلى جانب المواصفات اللازمة لخلق رجل الإعلام بصفة عامة، فإنه لابد أن يتصف رجل الإعلام الإسلامي -إضافة إلى ذلك- بصفات خاصة تجعله قدوة حسنة لجماهيره، وقد قال رب العزة والجلال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} (الصف: من الآية: 2 - 3) وهذا يشير إلى أهمية هذه الخاصية، مما يؤكد أن القدوة الحسنة في حد ذاتها تعتبر واحدة من أهم الوسائل الإعلامية، وقد كانت نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- مضرب الأمثال في هذا الصدد، وكان به من الصفات النبيلة ما تفيض به كتب السيرة، ولسنا في مجال تعداد صفات الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- التي كانت سببًا مباشرًا في دخول الكثيرين دين الإسلام، وهو الذي اشتهر بين قومه قبل نزول الوحي والرسالة بأنه الصادق الأمين، وهما صفتان يجب توافرهما في رجل الإعلام الإسلامي؛ حتى يكون موضع ثقة جماهيره واحترامهم له.