وهو يحتاج إليه الناس خاصة يحتاج الدعاة إليه في هذا الزمان، حتى يتمكنوا من الوصول إلى قلوب الناس، وقد ذكرت فيما مضى أن عمر -رضي الله تعالى عنه- شهد المشاهد والغزوات مع رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- شهد الغزوات والمشاهد فشهد بدرًا وغيرَها وما إلى ذلك، ومع هذا، كان له في الجهاد في سبيل الله وفي الفتوحات الإسلامية الشيءُ الكثير والعظيم، فقد فتح الله -عز وجل- على يديه كثير من البلاد، سواء كان ذلك في بلاد خراسان أو في بلاد الشام. وكل ذلك كان وراءه رجل شهم قوي مجاهد في سبيل الله تعالى، ألا وهو عمر بن الخطاب تنقل -رضي الله تعالى عنه.
وفي ذلك يقول الإمام ابن كثير -رحمه الله تبارك وتعالى- في سياق حديثه عن فتح بيت المقدس، يقول ابن كثير -رحمه الله-: لما فرغ أبو عبيدة -رضي الله تعالى عنه- من دمشق كتب إلى أهل إيليا يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، أو يبذلون الجزية، أو يؤذنوا بحرب فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده واستخلف على دمشق سعيد بن زيد، ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم، حتى أجابوا إلى الصلح بشرط -تأملوا هذا الشرط- أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- فكتب إليه أبو عبيدة بذلك، فاستشار عمر الناس في ذلك، فأشار عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عنه- بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم، ولكن عمر ذهب -رضي الله عنه- إلى هناك وصالح نصارى بيت المقدس وافتتحه وصلى فيه، وكان ذلك نصرًا للإسلام وعزًّا للمسلمين، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يفتح على المسلمين بيت المقدس اليوم وأن يرزقنا رجالًا يجاهدون في سبيل الله -تبارك وتعالى- والأمة بفضل الله -عز وجل- فيها من الخير ما فيها، ونسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عنه- ويشتمل على النقاط التالية:
أ- التعريف به وذكر بعض مناقبه:
عثمان بن عفان -رضي الله عنه- هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية من قريش، أمير المؤمنين ذو النورين -رضي الله عنه- نعم، إنه ذو النورين عثمان بن عفان، ذلكم الرجل الذي إذا جاءت سيرته وجدنا