responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 506
ومن منهج الشيخ -رحمه الله- أيضًا، أنه كان يحدث الناس بما يعرفون؛ أخذًا بقول علي - رضي الله تعالى عنه-: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكذبَ اللهُ ورسولُه" وقد ذكر هذا الحديث الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه.
والشيخ -رحمه الله- يبين أن أهم وأنفع شيء هو معرفة قواعد الدين على التفصيل، فإن أكثر الناس يفهم القواعد ويقر بها على الإجمال، ويدعها عند التفصيل، مثل مَن يقول: التوحيد زين، والدين حق، فإذا تبين له أن من التوحيد والدين تكفيرُ المشرك وقتاله على ذلك، ترك هذا الأمر؛ لأنه لا يوافق هواه.
ويتبين من خلال ما ذكرتُ، أن الشيخ -رحمه الله تعالى- انحصر كلامه في منهجه في التعليم في أمرين:
الأول: أن الله -تبارك وتعالى- بعث محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- لإخلاص الدين، ويجب إذن ألا يجعل العباد مع الله تبارك وتعالى شريكًا في أي لون من ألوان العبادة، لا ملكًا مقربًا، ولا نبيًّا مرسلًا، ولا قبرًا، ولا حجرًا، ولا شجرًا، ولا غير ذلك.
الأمر الثاني: وجوب اتباع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في الاعتقادات والأقوال والأفعال، كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (آل عمران: من الآية: 31).
ويجب -بناءً على هذا- ترك الابتداع في الدين، وترك ما ليس من سنة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) وفي رواية مسلم: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد)) فتُوزن أقوال الناس وأفعالهم الباطنة والظاهرة في عبادة الله تعالى بأقوال الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- فما وافق منها أقوال الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأفعاله قُبل، وما خالف رد على فاعله كائنًا من كان.

نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 506
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست