ومرَّ -صلى الله عليه وسلم- على خيمة أمّ معبد الخزاعية، وكانت بفناء خيمتها شاة عجفاء أقعدها الهزال عن الخروج إلى المرعى، فمسح -صلى الله عليه وسلم- على ضرعها، فتفاجت عليه ودرّت، فدعا بقدح يكفي الرهط، فحلب فيه حتى علته الرغوة، فشرب الجميع، ثم حلبها مرة أخرى وملأه، ثم تركه عندها.
وخرج الركب الميمون، وجاء زوجها، فوجد اللبن عندها، فأخبرته الخبر، وذكرت له أوصاف الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال لها: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممت أن أصحبه، ولأفعلنّ إن وجدت إلى ذلك سبيلًا.
إسلام بريدة الأسلمي:
ذكر ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- في الإصابة، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في طريق هجرته إلى المدينة، لقي بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث الأسلمي، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، وقد غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ست عشرة غزوة، ويؤخذ من هذا أنّ الداعية لا يفتر عن الدعوة إلى الله، بل يبشّر بدعوته وينشرها ويبلغها للناس، وهذا ما كان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
دروس من الهجرة النبوية:
ومنَ الدروس المستفادة من الهجرة النبوية، إنّ الدارس لهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتفاصيلها، يستخلص منها الدروس التالية:
أولًا: التخطيط في الهجرة:
فقد كان لخطة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هجرته إلى المدينة العناصر التالية:
الهدف: الوصول إلى المدينة بسلام.