أغراض الخطابة في العصر الجاهلي:
أ - الصلح:
كانت العداوة والخصومات بين العرب في الجاهلية غالبًا ما تنتهي بفضل خطباء نابهين، يلقون من الأقوال المؤثرة ما يؤلف بين القلوب المتنافرة، ويصلح بين النفوس المتخاصمة، ويحول العداوة إلى محبة وسلام، وذلك ببيان مزايا الأمن والأمان والمودة والوئام، وكذلك نتيجة العداوة والخصام من قتل وتشريد وضياع للأنفس والأموال.
ومثال ذلك نقله "مرثد الخير بن ينكف" في الصلح بين حيين من العرب: سبيع بن الحارث، وميثم بن مثوب، وكانا قد تنازعا في الشرف وتشاحنَا؛ فقال مرثد في الصلح بينهما: إن التخبط وامتطاء الهجاج، واستحقاب اللجاج، سيقفكما على شفا هوةٍ في توردها بوار الأصيلة، وانقطاع الوسيلة؛ فتلافيَا أمرَكما قبل انتكاث العهد، وانحلال العقد، وتشتت الألفة، وتباين السهمة، وأنتما في فسحة رافهة، وقدم واطدة، والمودة مثرية، والبقية معرضة؛ فقد عرفتم أنباء من كان قبلكم من العرب ممن عصى النصيح، وخالف الرشيد، وأصغى إلى التقاطع؛ ورأيتم ما آلت إليه عواقب سوء سعيهم، وكيف كان صيور أمرهم؛ فتلاقوا القرحة قبل تفاقم الثأي، واستفحال الداء، وإعواز الدواء، استحكمت الشحناء، وإذا استحكمت الشحناء تقضبت عرى الإبقاء وشمل البلاء.
ب - المفاخرة والمنافرة:
حيث كان الخطيب يقف فيجرد لسانه وألفاظه وعباراته في بيان مزاياه ومزايا قبيلته، من ناحية الحسب والنسب والأصل العريق، وقد يبالغ في ذلك إلى حد