ويقول البراء بن عازب رضي الله عنه "أتاه جبريل وميكائيل فنزل جبريل وبقي ميكائيل واقفًا بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال هو هو قال: فزنه برجل فوزنه به، فرجحهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فزنه بعشرة فوزنه فرجحهم قال: زنه بمائة فوزنه فرجحهم قال زنه بألف فوزنه فرجحهم ثم جعلوا يتساقطون عليه من كفة الميزان فقال ميكائيل: تبعته أمته تبعته أمته ورب الكعبة، ثم أجلسني على بساط كهيئة درنوك فيه الياقوت واللؤلؤ فقال أحدهما لصاحبه: شق بطنه فشقه فأخرجه منه مغمز الشيطان، وعلق الدم فطرحها فقال أحدهما لصاحبه: اغسل بطنه غسل الإناء، واغسل قلبه غسل الملاء، ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه فخاطه، ثم أجلساه فبشره جبريل برسالة ربه حتى اطمأن النبي صلى الله عليه وسلم".
وفي (صحيح مسلم) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ((بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- جالس وعنده جبريل، إذ سمع مقيضًا من السماء من فوق، فرجع جبريل، فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال: يا محمد هذا ملك قد نزل، لم ينزل إلى الأرض قط، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفًا منهما إلا أوتيته)).
حديث بدء الوحي وما فيه من الفوائد
وعن بداية نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: ((أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني