2 - الإيمانُ والتَّصديق بما سيقع يوم القيامة من أهوال وأحوال: ولن يتحقَّق ذلك إلا بأحد أمرين:
أ- أن يؤمن العبدُ باليوم الآخر، بصورة إجماليَّة، وهذا هو الحدُّ الأدنى لتحصيل هذا الرُّكن من أركان الإسلام، قال تعالى:
{الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة:4،3]
ب- أن يؤمن المسلمُ بكلِّ ما أَخبر به القرآنُ الكريم، وتحدَّث عنه -صلَّى الله عليه وسلَّم- إيماناً صادقاً، لا يُخالطه شكٌّ أو ريب، أو يعتريه ظنٌّ أو وهمٌ، غير منكرٍ لأمر من الأمور، وأن لا يُخضع الإنسانُ أمورَ الغيب من أحوال ما بعد الموت، ومشاهد البعث، وأحوال يوم القيامة؛ لمقاييس العقل، فهي أمورٌ يعجز العقلُ عن معرفتها، ولا يستطيع أن يُدرك مشاهدَها؛ لأنَّها بعيدةٌ عن إدراك الحواسِّ، الَّتي يتعرف العقل من خلالها على الحقائق والأشياء.
ومن أمور الغيب الَّتي يجب التَّصديقُ بكلِّ ما جاء بشأنها في القرآن والسنة، ما يلي:
فتنة القبر وسؤال الملكين
فمنذُ أن تبدأََ لحظاتُ الاحتضار، وتتأهَّب الرُّوح للصُّعود لخالقها، ويقف الإنسانُ على آخرِ عتبات الدنيا وأولى عتبات الآخرة، تنتقل حياتُه إلى طورٍ جديد، وعالمٍ من المشاهد والأحداث، لا يراه من حوله، قال تعالى:
{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيد ُ -أي تبتعد عنه وتتناءى وتفرُّ منه- * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق:19 - 22].