فهذه الأزمات والكوارث توقظ الإنسان من غفلته، وتعيده إلى فطرته، وتُذكِّره بخالِقه. فإذا ما أحسن الداعية استغلال هذا الظرف الصعب الذي يحيط بهذا العاصي، وانتهز ما يعانيه من آلام نفسية وبدنية، وبيّن له نتائج الطاعة وما أعدّه الله للطائعين من نعيم مقيم وجنة خالدة، وذكَر له عواقب المعصية وما ينتظر العاصين من نار تلظّى لا يصلاها إلا الأشقياء العصاة مرتكبو الكبائر والمصرّون عليها حتى الموت ... وهكذا تتضمّن موعظة هذا الصنف الوعد والوعيد، والأمر والنهي، والترغيب والترهيب.
3 - يجب على الدّعاة أن يكتبوا لهؤلاء العصاة على مؤسّساتهم أو منازلهم بالبريد أو بالفاكس، خطابات يتناولون فيها ما يرتكبه كلّ إنسان منهم من معصية، وما يقترفه من منكرات. وتتّسم تلك الخطابات بمخاطبة العاصي برفق، وأدب حديث وحسن بيان، شارحاً له بالأدلة الشرعية عواقب ما يرتكبه من أفعال، ويخاطب نفسه، ويحرّك مشاعره نحو التزام الطاعة، والخوف من عقاب الله. ويذكر له أنّ ما حَمَله على الكتابة هو: حبُّه له، وحرْصُهُ عليه، وإبراءٌ للذِّمة، ووفاء وامتثال لقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة:71).
والآيات والأحاديث في هذا الشأن كثيرة جداً.
4 - إن لم تُجْدِ أيُ وسيلة من الوسائل الآنفة الذِّكْر، ولم ينفع الوعد والوعيد والترغيب والترهيب، وأصرّ العاصي على اقتراف المعاصي والجهْر بها