بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السابع
(الصغائر والكبائر, ومراتب إنكار المنكر, وإزالته وضوابطه)
1 - مراتب إنكار المُنكَر
وجوب معرفة الفرْق بين الكبيرة والصغيرة
إنّ التّعرّف على حقيقة الذنب وحجْمه ودوافعه يُسهِّل الطريق للتّصدّي له ولإنكاره، بحيث يوجِّه الدّعاة لِكلّ مُنكَر ما يناسبه من طُرق الإنكار. وإنّ ممّا يعاني منه ميدان الدّعوة: التفرقة بين الصغيرة والكبيرة، وبين البدع الحقيقية والبدع الإضافية.
وسوف نحاول في هذا العنصر توضيح دوافع المعصية. وقد قسّمها صاحب "الإحياء" إلى أربع صفات:
الأولى: النزوع لصفات الربوبية -أي: الصفات التي يختص الله بها- مثل: الكِبْر، والفخر، وحب المدح، والثناء، والغنى، وحب دوام الثناء، وطلب الاستعلاء، حتى كأنه يريد أن يقول كما قال فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} (النازعات:24).
وهذا يتشعّب منه جملة من كبائر الذنوب.
الثانية: الصفات الشيطانية التي يتشعّب منها الحسد، والبغي، والحيلة، والخداع، والأمْر بالفسا، والمنكَر، ويدخل فيها: الفسق، والنفاق، والغش، والدعوة للبدع والضلالات.
الثالثة: الصفات البهيمية، ومنها يتشعب: الشّره، والتكالب، والحرص على قضاء شهوة البطن والفرح. ومنه يتشعب: الزنى، والشذوذ، والسرقة، وأكل مال اليتيم، وجمع الحطام لأجل الشهوات.
الرابعة: الصفات السّبُعيّة، ومنها يتشعب: الغضب، والحقد، والتهجم على الناس بالضرب، أو الشتم، أو القتل.