responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 1 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 176
ثالثاً: عدم الجلوس إليهم، ومقاطعة مجالسهم، والإعراض عن أنديتهم، قال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ} (هود:113).
ولقد بيّن القرآن الكريم: أنّ من أمارات عباد الرحمن: تجنّبهم لملاقاة العصاة، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} (الفرقان:72).
وقال تعالى في صفات المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (المؤمنون:3).
فالإعراض والابتعاد عن مجالِس السوء: تعبيرٌ حيٌّ ومُشاهَدٌ وملموسٌ عمّا يُبديه القلب من أمارات إنكار المُنكَر.
ولقد ذكَر القرآن الكريم أنّ سبب إنزال اللّعنة ببني إسرائيل: سكوتهم ورضاهم عمّا كان يدور في مجتمعاتهم من منكرات، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة:78، 79).
رابعاً: الشعور الاجتماعي العامّ بإنكار المُنكَر.
إنّ التغيير باللّسان أو اليد أمْر لا يتسنّى لكثير من الناس، لاختلاف ظروفهم، وتبايُن قُدراتهم العلْميّة والفقهية، ومدى ما منح لهم من اختصاصات وصلاحيات لإزالة المنكرات. أمّا الإنكار القلبي فأمْر مشترَك بين المسلمين جميعاً، لا يحتاج إلى تفقّهٍ في الدِّين، أو إمعان النظر في الأدلّة الشرعية.
فالقلب ميزان دقيق وضَعه الله في صدر الإنسان، ليقوم بعمل مادِّيّ ملموس هو: ضخّ الدم إلى شرايين الجسد، ومدّه بالحياة والحركة. وبجانب هذا، أودع الله فيه ما يفرز الخير من الشر، والطاعة من المعصية، وهذا ما يسمَّى بـ"الشعور الفطريّ

نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 1 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست