سابعاً: إذكاء النّعرات الوطنية والقومية، وإضعاف وتوهين أيّ رابطة تقوم على الدِّين والعقيدة.
ممّا سبق، تتّضح خطورة مثل هذه الدعاوى؛ وعلى الدعاة إلى الله: أن يتنبهوا إليها، وأن يقفوا على مكان الخطر فيها. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (يوسف:21).
ربّانيّة الدّعوة الإسلاميّة
لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وأودع بين حنايا نفْسه العقلَ الذي يُفكِّر به واللسان الذي ينطق، وخلَق في كيانه العواطف والمشاعر التي تختلف إدراكاتها وأحاسيسها من شخص لآخر. كما أنّ النفس البشرية تضمّ بين جوانبها العديد من الغرائز التي تتفاعل وتتصادم لإشباع رغباتها، إلى غير ذلك ممّا أبدعه الله في خلْق الإنسان من أسرار كشَفَ العلْم عن القليل منها، وما زال يُجهد نفسه للبحث عن أمور أخرى.
قال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} (الذاريات:21).
هذا الخلْق المبدع والتصوير المبهر، لا أحَد من البشَر يعْلم أسراره أو يقف على حِكمة خلْقه، إلاّ الله -سبحانه وتعالى-، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق:16).
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:
"يُخبر الله عن قُدرته على الإنسان، بأنه خالقُه، وعلْمه محيط بجميع أموره، حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم من الخير والشر".