وهكذا تتابع الأدلة من بقايا الكتب السماوية رغم تحريفها، أو حرمان الكنيسة من قراءتها كإنجيل برنابا، الذي أشار إشارات صريحة إلى رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- على كون الإسلام هو الدِّين الخاتم لكلّ الرسالات، وأن شريعته ناسخة لغيرها من الشرائع. قال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} (آل عمران:83).
الإسلام نظام شامل لِكلّ شؤون الحياة
الإنسان في هذا الكون مُتعدِّد العلاقات، متشابك المصالح والمنافع، متصادم الرغبات، بين ما يحمله بين ثنايا نفسه من الأنانية والأثرة وحب الذات، وما تُمليه عليه مصلحته من التعاون مع أفراد مجتمعه من خلال علاقاته الأُسَرية والاجتماعية. وقبل هذا فهو خلْق من مخلوقات الله وأثَر من آثار قُدرته، يجب عليه طاعته وعبادته. والطاعة والعبادة لله يمنعان النفس البشرية من الاندفاع وراء نزواتها وشهواتها، فضلاً عن علاقة الإنسان بكل مظاهر الكون من حوله، من حيوان أو نبات أو جماد. فالبشر في حاجة إلى تشريع متكامل يُحقِّق الرغبات، ويفي بالحاجات، ويحول دون التصادم والتعارض، ويعادل ويوازن بين الدوافع والموانع، بين الأوامر والنواهي، بين الحلال والحرام، بين الحق والباطل، بين الظلم والعدل، بين الإيمان والكفر.
وليس غير الإسلام وحده الذي يفي بالغرض.
فهو نظام إلهي شامل لجميع شؤون الحياة موجِّه لسلوك الإنسان، منظِّم لعلاقة الإنسان بربّه من خلال العقائد والعبادات، ومنسِّق لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان