عن الدنيا، وفصْل الدِّين عن المجتمع وَفْق مقولة خاطئة: "دعْ ما لقيصر لقيصر، وما لله لله".
ولم ينهج نهج اليهودية التي اتّسمت بالمادية المطْلَقة. ولكنه وضع التشريعات التي تتّسم بالإحاطة والشمول، وتتناول حياة الإنسان منذ ولادته، وحتى يخرج من هذه الحياة. فأنّى تلفّت المسلم في حياته اليومية، أو خطا خطوات في جانب من جوانب الحياة -سياسية، أو اقتصادية، أو ثقافية، أو اجتماعية- إلا وجد شرائع الإسلام وأحكامه مِن حوله تحوطه بالعناية والرعاية، وتكبح جماح شهواته في حنو ورحمة، وتأخذ بيده في سهولة ويسر، وتسمو بالإنسان في بساطة وإقناع. والشمول والإحاطة التي اختصّ بها الإسلام نظّمتها التشريعات والأحكام التالية:
1 - كل ما يتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه، كالإيمان بوجود الله ووحدانيته، والتصديق بكتبه ورسُله واليوم الآخر، والتسليم بالقضاء والقدَر، والرّضى بما قسم الله من أرزاق، والتزام العبودية والطاعة من خلال ما يؤدّى من عبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج، وغير ذلك من العبادات التطوعية التي توثِّق الصلة بين الخلْق والخالق سبحانه.
2 - الأحكام التي تتعلّق بتنظيم علاقات الأفراد فيما بينهم. وهذه على أنواع منها:
أ- أحكام الأسْرة من: نكاح، وطلاق، وميراث، ونفقة، وغيرها ... وتسمَّى في الاصطلاح الحديث بـ"أحكام الأسرة، أو "قوانين الأحوال الشخصية".
ب- أحكام تتعلّق بالقضاء، والدّعوى، وأصول الحُكم، والشهادة، واليمين. وهي تدخل فيما يسمَّى بـ"قانون المرافعات".