عليها، كأن يُزيّن لفاحشة، أو يدعو إلى مُنكَر من خلال الفنّ الساقط والأدب الرخيص. ولقد أعطى الإسلام الحرية للعقل في مجالات كثيرة، ووضع له الضوابط التي تحول بينه وبين الانحراف في الفكر، والضلال في الرأي. ومن ذلك:
أ- النظر في ملكوت السماوات والأرض، قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ} (يونس:101).
ب- إمعان الفكر في النفس البشرية، وما تحمل بين ثناياها من آيات العظمة، ودلائل القدرة، وأسرار الخلْق؛ قال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (الذاريات:21، 22)، وقال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} (الطارق:5).
ج- أن يبني العقل أفكاره على الدليل القاطع والبرهان الساطع، والعلْم الذي يقوم على اليقين، وأن يبتعد عن التخمين والظن وعدم البرهان؛ قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الأحقاف:4)، وقال تعالى: {أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (النمل:64).
وقد طلب الله من المعاندين والمعارضين لِدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يخرجوا ما لديهم من علْم، وما تحت أيديهم من أدلّة؛ قال تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ} (الأنعام:148).