وإنه من الاعتقاد الخاطئ: اعتقادُ البعض أنّ اليُسر وعدم التّشدّد في الدِّين، والانفلات من قيوده وحدوده، والتكاسل عن أداء العبادات، والتساهل في القيام بالطاعات، والاندفاع نحو رغبات النفس، أمر لا حرج فيه، تحت مقولة: "الدِّين يُسر لا عُسر".
وقد يرى البعض -بهتاناً وإفكاً-: أنّ مِن سماحة الإسلام ومِن عدم التشدد في الدِّين: أن يتقبّل المسلم أفكارَ الآخَرين ومعتقداتِهم وثقافاتهم وأخلاقهم التي تتعارض مع ثوابت الإسلام وخصائصه، تحت دعوى السماحة وعدم التّشدّد. فرأينا من يشارك الكفّار في أعيادهم، ومن يريد أن يخرج المرأة من حصنها الإسلامي المنيع، بدعوى أن الدين يُسر لا عسر، فيتخفّف من أمر الحجاب ... فهذا فهم خاطئ للدِّين ...
قواعد الاعتدال والتّوسّط.
وقد وضع الإسلام قواعد الاعتدال وضوابط التّوسّط في الدِّين على النحو التالي:
أولاً: الإسلام يهدف من شرائعه وأحكامه: أن يرقى بعقائد الإنسان وعباداته وأخلاقه ومعاملاته بصورة مُثلى تقارب الكمال الإنساني، ولكن بدون تشدّد في العمل وغلوّ في الاعتقاد، لأنهما يدفعان بالإنسان إلى غياهب الفكر وشطحاته. ولقد ساق القرآن الكريم حصاد الغلوّ، وما أدّت إليه المبالغة، وذلك من خلال معتقدات النصارى وغلوِّهم فيما اعتقدوه في عيسى -عليه السلام-؛ قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ} (النساء:171).
وكمغالاة بعض الشِّيعة في حبّ علي -رضي الله عنه- وآل بيته الأطهار. وقد دفعت المغالاة بالبعض إلى التّطاول على صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.