دين الله قال تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} (الكهف:6).
كما ظهر إخلاصُه -صلى الله عليه وسلم- في العبادة، فكان يقوم من اللّيل حتى تتورّم قدماه -صلى الله عليه وسلم-، فلما سُئل عن ذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أفلا أكون عبداً شكوراً؟)).
وإخلاصه -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد في سبيل الله كان من أكبر عوامل انتصاراته، يُرى هذا من خلال الإخلاص في الإعداد الجيِّد للمعركة، والتعبئة المعنوية والقتالية، والحرص على سماع آراء أصحابه. ويتّضح عمْق إخلاصه -صلى الله عليه وسلم- في معركة بدر الكبرى، بعد أن أتم الاستعداد، وعبّأ النفوس، أخَذ يدعو الله بإخلاص وصدْق، مستغيثاً بالله وملتجئاً إليه طالباً النصر، حيث قال: ((اللهم إنّ هذه قريش أتت بخيلها وخُيلائها تُحادُّك وتكذّب رسولك. اللهم فنَصْرك الذي وعدْتَني به. اللهمّ إنْ تهْلكْ هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم)). وظلّ يدعو حتى سقط الرداء من على كتفيْه.
وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يردّ عليه رداءه ويقول: "يا رسول الله. بعض مناشدتك ربّك! إن الله منجزٌ لك وعْدَه".
وكان من ثمار هذا الإخلاص: أن تنزّلت الملائكة بقيادة جبريل -عليه السلام-، حيث بشّر -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر -رضي الله عنه- وقال له: ((أبْشِرْ يا أبا بكر. هذا جبريل على مثار النقع، جاء يحارب في سبيل الله)).
قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (الأنفال:12).
وما ذلك إلاّ أثرٌ من آثار الإخلاص.