خلدون. كذلك وضَع العلماء أسُس التربية السَّليمة. وقد أصبح لهذه العُلوم مَوقعاً بين العلوم الإنسانية الأخرى، وبها يُضبط سلوك المُجتمع، وتُوزَن تصرّفاته. وبعض ما توصّلوا إليه لا يتعارض ولا يتنافى مع تعاليم الإسلام، ومعرفة هذه الأمور تُفيد الداعية، حيث تَجعله على وعْيٍ تامّ بقضايا الأمّة، كما تُمكِّنه أن يتصدّى لعلماء الغَرب الذي يَجنحون بهذه العلوم عن سُنن الفِطرة وهدى الوحي السماوي.
العلوم التي تتناول أصول الدِّين وفروعَه
أولاً: علْم العقيدة الإسلاميّة:
وهو علْم يبحث في أسماء الله وصفاته، ويُقيم الأدلّة على وجوده ووحدانيته -سبحانه وتعالى-، وذلك من خلال الأدلّة الشرعية مِن القرآن والسُّنّة، والبراهين المنطقيّة العقلية. كما يوضِّح أركان الإيمان ودعائمه، ويقوم بدراسة الفِرَق الإسلامية دراسة مقارنة: يُبيِّن ما هو منها على نهج سلَف الأمّة، وما انحرف عن الجادّة.
وقد اهتمّ علماء المسلمين على مدى التاريخ بهذا العلْم، وأطلقوا عليه اسم: "علم التوحيد" أو "الإلهيات". ويندرج تحته علْم "مقارنة الأديان". وموضوعات هذا العلْم لها وثيق الصلة بعلْم الدّعوة؛ فلا يُتصوّر أن ينزل الداعية إلى ساحة الدّعوة وهو مجرّد من أهمّ مكوّنات عقيدته ومقوّمات فِكْره وأصل دعوته.
ثانياً: علْم الفقه:
وهو في اللغة: العلْم بالشيء، والفهم له، قال تعالى: {فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} (النساء:78).