عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} (النور:43، 44).
فقد أشارت هذه الآيات إلى الظواهر الكونيّة التّالية:
1 - السّحاب.
2 - المطر.
3 - البََرَد.
4 - الصّواعق.
5 - تقلُّب الليل والنهار.
وما يَحمل ذلك عَبر هذه الآيات وغيرها، ممّا ينبغي على الدّعاة أن يقفوا على أسرارها، ويسبرون أغوارها؛ وبهذا يتملّكون نواصي العُقول والقُلوب.
وبذلك يَتّضح مَدى ارتباط العُلوم الكونيّة وغيرها كطبقات الأرض، والزراعة، والفلَك، بعلْم الدّعوة إلى الله.
القسم الرابع من العلوم التي لها صِلة بعلْم الدعوة: علْم التّاريخ والمَغازي والسِّيَر:
إنّ علْم التاريخ مرآة لأحداث الماضي ووقائعه، سطّرته الأمّة بدماء شهدائها، ومداد علمائها. وهو الذَّاكِرة الجَيِّدة التي تَحمل بين ثناياها عَبَق الماضي من أمجاد وانتصارات أحياناً، وفتنٍ ومحنٍ وهزائم أحياناً أخرى. وحلقات التاريخ ممتابعة، ومتواصلة عبر القرون، ولا تستطيع أمّة أن تتنكّر لتاريخها أو تتوارى خجلاً من أحداثه. وتاريخ الإسلام يفيض بالدروس ويزخَر بالعِبر، ولا سيما في القرون الأولى لدعوة الإسلام. والدّاعي إلى الله يحتاج إلى أن يَدخل مِحراب التاريخ