بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني
(الدعوة إلى الله من أشرف الأعمال وأعظمها)
1 - المَواد العِلْميّة الكَونيّة
الدَّعوة إلى الله مُهمّة الرُّسُل
لقد بيَّنَّا علاقة علْم الدَّعوة بالعلوم الأخرى التي تربط الدّاعية بالعلوم الشرعية والعلْمية، ومِن ثمّ يكون مؤهَّلاً لشرف حمْل رسالات الأنبياء ووحي السماء، إذ إنّ الدَّعوة إلى الله هي وظيفة الرُّسُل. وسوف يتناول هذا العنصر المباحث التالية:
المبحث الأول:
التعريف بكلٍّ من "النَّبيّ" و"الرَّسول"، وبيان الفَرق بينهما:
"النّبيّ" لغة: إمّا أن يكون مُشتقاً من "النَّبإ" وهو: الخَبر، قال تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الحِجر:49)، وقال تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} (التحريم:3).
فأصْلُه: "النبيء"، فتَحرّكت الهَمزة للتخفيف، لكَثرة الاستعمال، حيث قُلِبت الهمزة المتطرِّفة ياءً، ثم أُدغِمت الياء في الياء.
ويُجمع "النّبيّ" على: نبيِّين، وأنبياء، وأنبئاء، ونُبآء. أما لفظ "النّبيّ" فيُشتَق أيضاً من النّبوّة، والنباوة، وهي: الارتفاع عن الأرض، وذلك لارتفاع قَدْر النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، لأنه شَرُف على سائر الخَلْق، فأصله من غَير همزة.
تعريف "النّبيّ" في الاصطلاح:
هو إنسان ذَكَر حُرّ من بني آدم، سليم عمَّا يُنَفِّر طَبعاً، أوحى الله إليه بشرْع يَعمل به، وإنْ لمْ يُؤمَر بتَبليغه.
تعريف "الرَّسول":
"الرَّسول" لغةً: هو الذي يُتابع أخبار الذي بَعثه، أخذاً من قَولهم: "جاءت الإبل رَسلاً" أي: متتابعة.