وقد ذَكرت الآية أنّ الدعوات البعيدة عن وحي السماء ورسالات الأنبياء، هي دعوات خاسرة باطلة، لا تُفيد الإنسان، ولا تُحقّق ما يصبو إليه من آمال، وأنها سراب خادع.
وقد شبَّه القرآن الكريم مَن يَتعلّق بها بمَن يَملأ كَفّيْه من الماء ليَبلغ فاه لِيروي ظمأه وعَطشه، ولكنه لا يَبلغه ولا يَستطيع أن يَتناوله؛ وهذا يصْدُق على الدعوات المعاصرة التي تُروِّج وتُزيِّن للعَلمانية والإلحاد، وتَدعو إلى المنكرات، ولم تَحصد الإنسانية منها إلاّ التّعاسة والشذقاء.
سادساً: هي دعوةٌ للعباد إلى الجَنة والمَغفرة، قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} (البقرة:221)، وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (يونس:25).
سابعاً: هي دعوةٌ للنجاة من النار، قال تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ} (غافر:41، 42).
هذه هي مكارم الدعوة إلى الله وفضائل ما تدعو إليه.
أمّا عن منزلة ومكانة الدّعوة إلى الله، فهي مكانة ومنزلة تَشرئبّ إليها الأعناق، وتشخص لها الأبصار. وقد أسبغ القرآن الكريم على الدّعاة إلى الله من الأنبياء المرسلين ومن سار على نهجهم وبلّغ رسالتهم، صفات الجلال والكمال، وأعلى قَدْرَهم ورفَع مكانتهم، وأطلق عليهم من الأسماء والصفات ما يدلّ على ما حباهم الله به من فضلٍ وما أسبغ عليهم من نِعم، ومِن ذلك: