رسول الله. هذا نصرته مَظلوماً، فكيف أنصره إذا كان ظالِماً؟ قال: ((تَحجُزه وتَمْنعه من الظُّلم، فذاك نَصْره))، رواه البخاري.
وعن أبي رُقيّة تَميم بن أوس الداري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((الدِّينُ النصيحة)). قُلنا: لِمَن؟ قال: ((للهِ، ولِكتابه، ولِرسوله، ولأئمّة المسلمين وعامّتهم))، رواه مسلم.
ولقد كان -صلى الله عليه وسلم- يُبايع أصحابه على النَّصيحة، ويَذْكرها في سياق أركان الإسلام؛ فعَن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-، قال: ((بايَعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصّلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصحِ لِكلِّ مسلم))، رواه مسلم.
وعن عُبادة بن الصامت -رضي الله تعالى عنه-، قال: ((بايَعْنا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- على السَّمْع والطاعَة، في العُسر واليُسر، والمَنْشَط والمَكْره -أي: في السَّهل والصَّعب- وعلى أثَرَة عَلينا -الأثَرة: الاختصاص بالأمْر المُشترك-، وعلى ألاّ نُنازع الأمْرَ أهلَه، إلاّ أنْ تَروْا كُفراً بواحاً عِندكم من الله تعالى فيه بُرهان -أي: ظاهِر لا يَحتمل تأويلاً-، وعلى أن نقول بالحق أينما كُنَّا، لا نخاف في الله لومةَ لائم))، متفق عليه.
ولقد بيّن -صلى الله عليه وسلم-: أنّ مِن آداب المجالس والطرقات: الأمر بالمَعْروف والنّهي عن المُنْكر؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((إيّاكم والجُلوسَ في الطّرقات!))، فقالوا: يا رسول الله. ما لنا من مجالِسنا بدٌّ، نتحدث فيها! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((فإذا أبَيْتُم إلاّ المَجلس، فأعْطوا الطريقَ حَقّه)). قالوا: وما حق الطريق، يا رسول الله؟ قال: ((غَضُّ البََصر، وكفُّ الأذى، وردُّ السلام، والأمر بالمَعْروف، والنَّهي عن المُنْكر))، متفق عليه.
سادساً: إنّ تقاعُس الأمّة عن واجب الأمْر بالمَعْروف والنّهي عن المُنْكر تَنجُم عَنه الأضرار التالية: