نام کتاب : أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير وتطبيقاته التربوية نویسنده : الجابري، عدنان جلد : 1 صفحه : 75
وقد كان - رضي الله عنه - يقتصد في كلامه , ولا يطيل إلا للبيان والتوضيح كما فعل مع سعد بن معاذ - رضي الله عنه - عندما عرض عليه الإسلام [1] , كما أنه لا يجادل ولا يكثر من الحشو في الكلام , فقد قال لسعد - رضي الله عنه -: " أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره " [2].
خامساً: الرد على الشبه بما يناسبها:
إن الاختلاف سبب لقدوم المتحاورين إلى ميدان الحوار , فقد يسبب ذلك الاختلاف بعض الإشكالات , ومن ذلك " يكثر في الحوار إيراد الشبه التي ربما كانت عائقاً أمام اقتناع الخصم وإذعانه , وغالباً ما يطرح الخصم المعاند مثل هذه الشبه للإعراض عن الحق أو للتلبيس على محاوره , أو لتضييع الوقت والهروب من الحوار والمناقشة , وربما كان الأمر مشتبهاً فعلاً على الخصم ويحتاج إلى كشف الشبهات وإزالة الإشكالات " [3] , لذا وجب الرد على الشبه وتقريعها وعدم التهاون في ذلك ,وقد رد الله سبحانه وتعالى على كثير من الشبه في القرآن الكريم , ومن ذلك قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)} [4] , قال الشيخ السعدي رحمه الله: " فأخبر تعالى أنه سيعترض السفهاء من الناس، وهم الذين لا يعرفون مصالح أنفسهم، بل يضيعونها ويبيعونها بأبخس ثمن، وهم اليهود والنصارى، ومن أشبههم من المعترضين على أحكام الله [1] ابن هشام: مصدر سابق , 1/ 435. [2] المصدر السابق. [3] زمزمي , يحيى بن محمد: مصدر سابق , ص 351. [4] سورة البقرة: آية (142).
نام کتاب : أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير وتطبيقاته التربوية نویسنده : الجابري، عدنان جلد : 1 صفحه : 75