نام کتاب : أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير وتطبيقاته التربوية نویسنده : الجابري، عدنان جلد : 1 صفحه : 79
لكما بأنفسكما حاجة, فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع " [1] , فهذا أسيد بن حضير - رضي الله عنه - , وقف على مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يشتمه ويهدده , فما قابل ذلك مصعبٌ - رضي الله عنه - إلا بكلمةٍ طيبةٍ وبأسلوبٍ حسنٍ , فطلب منه الجلوس ليسمع منه , وترفع عن الكلام الفاحش؛ لأنه يعلم أنه طريق لقطع الحوار.
ومع أمه لم يسمع منها إلا ألفاظاً سيئةً وأفعالاً مشينة , ولكنه استمر على خلقه الراقي , وطيبة نفسه , فلاطف أمه واختار أفضل العبارات وأحسنها , فكان مما دار بينهما " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! ... فأرادت حبسه, ... فقال مصعب - رضي الله عنه -: يا أماه إني لكِ ناصحٌ عليك شفيقٌ " [2] , فهذه الكلمة الطيبة والعبارات الرنانة لها وزنها ووقعها في القلب , ولا بد أن يجني مصعبٌ - رضي الله عنه - من ورائها ثمرة.
ثانياً: حسن العتاب:
فكما يحرص المحاور على الكلمة الطيبة فهو كذلك يستعمل العتاب أحياناً ولا يكثر منه؛ قال أبو حاتم - رضي الله عنه -: " ... وإن من سوء الأدب كثرة العتاب كما أن من أعظم الجفاء ترك العتاب , والإكثار في المعاتبة يقطع الود ويورث الصد " (3) , فإذا أصر الطرف الآخر على ارتكاب الخطأ , لزم عتابه بما يصلح خطأه. [1] ابن هشام: مصدر سابق , 1/ 435. [2] ابن سعد: مصدر سابق , 3/ 88.
البستي , محمد بن حبان: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء , (3) دار الكتب العلمية , بيروت , د. ط , د. ت , ص182.
نام کتاب : أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير وتطبيقاته التربوية نویسنده : الجابري، عدنان جلد : 1 صفحه : 79