responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1006
وجملة القول المحذوف مع مفعوله لا محل لها لأنها مستأنفة، كما أشرت من قبل.

مسألةُ: حذفِ "القولِ" وإثباتِ "مقولِه"، والعكس.

يَطَّرِدُ حذْفُ القوْلِ وإثباتُ مقولِه في كلام العرب، وله شواهد كثيرة، وهو في القرآن العظيم أكثر. (1)
وللتدليل على ذلك يكفي أن نذكر قول ابن هشام في "مغني اللبيب" في مبحث حذف الفعل: [.... وأكثر من ذلك كله حذف القول نحو {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} حتى قال أبو علي: حذف القول من حديث البحر قل ولا حرج] اهـ

وقول محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى: 1393هـ) في كتابه "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" [واعلم أن حذف القول وإثبات مقوله: مطرد في اللغة العربية، وكثير في القرآن العظيم كما ذكرناه آنفاً. لكن عكسه وهو إثبات القول وحذف مقوله: قليل جداً، ومنه قول الشاعر:
لنحن الألى قلتم ... فأنَّي مُلِئْتُمُ = = برؤيتنا قبلَ اهتمامٍ بكم رُعْبا
لأن المراد لنحن الألى قلتم نقاتلهم، فحذف جملة نقاتلهم التي هي مقول القول] اهـ

{ذلكم} "ذا" اسم إشارة مبني على السكون المديّ في محل رفع على أنه مبتدأ، و"اللام" زائدة لبعد المشار إليه بعدا معنويا،" لقصد التعظيم بالبعد الاعتباري اللازم للسمو وشرف القدر"

و"الكاف" حرف خطاب لا ضمير لا محل له من الإعراب،

و"الميم" علامة جمع الذكور المخاطبين،

والمشار إليه هو ذلك الحاكم العظيم الشأن المفهوم من قوله {... فحكمه إلى الله}.
قال اليوسي: [فالإشارة إليه تعالى من حيث اتصافه بما تقدم من الصفات على ما قاله الطيبي من كونه تعالى هو يحيي الموتى وكونه سبحانه على كل شيء قدير وكونه ــ عز وجل ــ ما اختلفوا فيه فحكمه إليه].

{الله} يجوز فيه أن يكون إما:
ــ خبرا أول. وهو الأوجه والأنسب بالمعنى المراد.
ــ أو بدلا من " ذلكم "
ــ أو عطف بيان له. وهذان الوجهان ضعيفان
ولا يجوز أن يكون نعتا لاسم الإشارة، لأن الذي يجوز فيه ذلك يشترط فيه أن يكون معرفا بـ"ال" الجنسية، لا بالعلمية، مثل قولنا "ذلكم الرجل".
وقد خطأ ابن هشام في المغني الزمخشري في تجويزه كون " الله " صفة لـ"ذلكم " في قوله تعالى {ذلكم الله ربكم} في سورة فاطر الآية 13. انظر المغني / باب في مسائل مفردة.

{ربي} خبر ثان على الوجه الأول، أو خبر أول على الوجهين الآخرين في "الله"، وهو مضاف، و"ياء المتكلم " في محل جر على أنها مضاف إليه، أي خالقي ومالك أمري.

وجملة {ذلكم الله ربي} اسمية صغرى، في محل نصب على أنها مقولة قول محذوف
(= محكية بقول محذوف).
لكن يختلف موقع تقدير "القول" على حسب الوجهين المذكورين في الجملة الشرطية قبلها (= وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله):
ـــ فعلى الوجه الأول فيها، فيقدر القول قبل هذه الجملة، ويكون التقدير: " فالله هو الولي،وهو المحيي الموتى، وهو القدير على كل شيء، وهو الحاكم فيما اختلفتم فيه من شيء، قل لهم: ذلكم الله ربي، عليه توكلت، وإليه أنيب ".

وجملة القول ومقوله لا محل لها لأنها استئنافية، أو اعتراضية على ما يأتي في أحد أوجه الإعراب في قوله: {فاطر السماوات ...}.

ـــ وعلى الوجه الثاني، فيقدر القول عند قوله: (وما اختلفتم ...) ويكون التقدير: " فالله هو الولي، وهو المحيي الموتى، وهو القدير على كل شيء، وقل لهم: ما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله، ذلكم الله ربي ... ".
فتكون " ذلكم الله ربي " مقولة ثانية للقول المقدر، وتعدد المقول لقول واحد بعطف وبغير عطف شائع كثير، وقد اجتمعا في قوله تعالى في سورة مريم: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب، وجعلني نبيئا، وجعلني مباركا أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي} فهذه الجمل كلها من قول الصبي في المهد.

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1006
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست