responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 568
وقد تكون زيادة الألف واللام لخفة الاسم؛ قال أبو علي الفارسي: «ويشبه أن يكون الألف واللّام إنّما هو لخفّة في التعريب، ألا ترى أنّه ليس في هذه الأسماء العجميّة التي هي أعلام ما فيه الألف واللّام التي تكون للتعريف في الأسماء العربية» ([38]).
قال أبو حيان: «ومن قال: إنه أعجمي فقال: زيدت فيه أل ولزمتْ شذوذا» ([39]).
وقال السمين في تأويله الثاني لقراءة "اليسع": «أنه اسم أعجمي لا اشتقاق له، لأن اليسع يقال له يوشع بن نون فتى موسى، فالألف واللام فيه زائدتان أو مُعرفتان كما تقدم قبل ذلك» ([40]).
أما ابن مالك فيرى أن الألف واللام في (اليَسَع) لازمتان، وأنهما قارنتا وضْعَ الاسم ([41]).
وكذلك جعل الأشموني (اليَسَع) من الألفاظ المحفوظة التي قارنت "أل" الزائدة وضعَها لزومًا، يقول: «فاللازم في ألفاظ محفوظة، وهي الأعلام التي قارنت "أل" وضعها "كَالَّلاتِ" والعزى، على صنمين، والسموأل، واليسع، علمي رجلين» ([42]).
وقال الصبان: «قيل: هو أعجمي، وألْ قارنت ارتجالَه»، ثم أورد استشكالًا على هذا التوجيه، وهو: كيف تقارِن "أل"، وهي كلمة عربية الوضعَ العجمي؟ وأجاب عنه بأن أسماء أبناء الأنبياء وأصحابهم يمكن أن يكون واضعُها الله تعالى بالوحي، نحو: ?اسْمُهُ يَحْيَى? ([43])، وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ? ([44])، اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ? ([45])، ولا مانعَ من أنه تعالى يضع العربي إلى العجمي ([46]).
ويحتمل في زيادة "أل" في (اليَسَع) سواءٌ كان عربيا أم أعجميا، أن تكون للتعريف. وذلك بأن يفترض وقوع اشتراك في العلَم قبل دخول "أل"، فيُزال تعريفُ العلمية بأن ينكَّر، ثم يعرَّف بالألف واللام.
وفي ذلك قال ابن جني: «وَاعْلَم أَن قَوْلك: جَاءَنِي الزيدان لَيْسَ تَثْنِيَة زيد هَذَا الْعلم الْمَعْرُوف؛ وَذَلِكَ أن الْمعرفَة لَا يَصح تثنيتها. . فَلَا تصح التثنية إِلَّا فِي النكرات دون المعارف. . وإذا صح ما ذكرناه فمعلومٌ أنك لم تُثن زيدًا حَتَّى سلبتَه تَعْرِيفَه فَجرى مجْرى رجل وَفرس، وَحِينَئِذٍ لم يُستنكَر دُخُول لَام الْمعرفَة» ([47]).
وقال مكي: «وقيل: هو فعل مستقبل سُمي به ونُكر فدخله حرفا التعريف» ([48]).
وذكره السمين في قوله المتقدم: «وقيل: الألف واللام فيه للتعريف كأنه قُدر تنكيره» ([49]).

التوجيه الثالث:
أن (اليَسَع) اسم أعجمي معرب، وأصله بالعبرانية: "إِلِيشَع" بهمزة قطع ولام مكسورتين وشين مفتوحة، والألف واللام فيه من أصل الكلمة.
وذكر هذا التوجيه واختاره ابن عاشور، قال: «?وَالْيَسَعَ? اسمه بالعبرانية إليشع- بهمزة قطع مكسورة ولام بعدها تحتية ثم شين معجمة وعين. وتعريبه في العربية "اليسع"، بهزة وصل ولام ساكنة في أوله بعدها تحتية مفتوحة- في قراءة الجمهور. . والألف واللام في اليسع من أصل الكلمة، ولكن الهمزة عوملت معاملة همزة الوصل للتخفيف، فأشبه الاسم الذي تدخل عليه اللام التي للمح الأصل مثل العباس، وما هي منها» ([50]).

الترجيح:
تبين مما سبق أن قراءة (اليَسَع) بلام واحدة، هي قراءة سبعية متواترة، لا يجوز الطعن فيها أو ردُّها. ولكن اختَلف النحاة وموجهو القراءات في تأويلها وتوجيهها على عدة أقوال، بسطناها في أثناء العرض.
وبعد الغوص في هذه الأقوال وأدلتها والاعتراضات حولها، تبين لي أن التوجيهات الثلاثة متقاربة جدا، إلا أن التوجيه الأول القائل بأنَّ اسم (الْيَسَع) يؤول إلى الأصل العربي، وهو الفعل المضارع "يَسَع"، ونُقل إلى العلمية، هو الأولى عندي بالأخذ والقبول، لعدة أسباب، منها:
- أن الأصل في ألفاظ القرآن عند الاختلاف بقاؤها على الأصل العربي.
- ورود نظائر له في العربية، كما في "اليزيد"، و"اليحمد"، وغيرهما.
- سقوط الاعتراضات على هذا التوجيه، كما رأينا في ردود النحاس والصبان عليها.
--------------------------------------------
([1]) سورة الأنعام، الآية: 86.
([2]) سورة ص، الآية: 48.
([3]) هي قراءة الجمهور، ما عدا حمزة والكسائي، فقد قرآ "الليسع" بلامين. ينظر: السبعة في القراءات ص: 262، معاني القراءات 1/ 368، حجة القراءات ص: 259، التيسير ص: 104، الإقناع ص: 319، الإتحاف ص: 478.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 568
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست