نسيم الصبح:
آتي من صفحات البحار وقمم الجبال، ولكني لست أدري من أين أهب!.
أبلغ الطائر المحزون رسالة الربيع، وأنثر في منزله فضة الياسمين.
وأتقلب في المرج، والتف على أغصان الشقائق، فأبعث من مسامها اللون والرائحة. وأتعلق رفيقا رفيقاً بأوراق الورد والزهر حتى لا تنوء أغصانها بجولاتي!.
وإذا رأيت شاعرا هاجه غم العشق خلطت بنغماته نفساً بعد نفس.
الصقر والسمكة:
قالت سمكة صغيرة لفرخ الصقر:
ان كل ما ترى من سلاسل الأمواج هو البحر. فيه وحوش أشد زمجرة من الرعد القاصف. وفيه صنوف الأهوال ظاهرة وخفية. وفيه السيول جائشة تقلع الصخور، وتغشى كل شيء. وفيه جواهر متلألئة ولآلىء نيرة. وليس الى الخروج منه سبيل! هو فوقنا وتحتنا وفي كل مكان. هو أبد الدهر فتى مائج متلاطم. لا يناله من دوران الأيام زيادة ولا نقص.
اتقد وجه السمكة بحرقة الحماسة، فضحك فرخ الصقر، وارتفع من الساحل الى الدوح وصاح: أنا الصقر فمالي وللأرض؟ أن الصحارى، وهي بحار، تحت أجنحتنا. دع الماء وتعوّد سعة الهواء. حكمة لا تدركها الا العين البصيرة.
العشق:
هذه الكلمة الآخذة بالقلوب، والتي هي سر وليست بسر. أنا أخبرك من سمعها وأين سمعها؟
أسترقها الندى من السماء فأوحاها الى الورد، وسمعها عن الورد البلبل، ونثَّتها عن البلبل ريح الصبا.
حداء
(نغمة حادي الحجاز)
يا ناقتي الخطارة ... وظبيتي المعطارة
وعدَّني والشارة