فماذا دها الكون؟ وأي إصبع قد أدارت الفلك تلك الدورة الهائلة، حتى قلبته رأساً على عقب؟
يقولون إنك قد عقمت!. .
عقمت فأصبحت لا تلدين الأحرار، ولم يعد ثراك ينبت الأبطال! أجل يزعمون أن تُربَتكِ لم تعد تخرج إلا الزعانف والقزم: الذين همهم من العيش شهواتهم. ويعيشون فوق ثراك كالحشرات الطفيلية، يستمرئون خيره، ويحتسون رحيقه، ثم لا يخطر لهم أن يذودوا عن حوض رواهم، وموئل آواهم، ودوحة أظلهم فرعها وغذاهم ثمرها. . ما هم بالرجال ولا بأشباههم، ولا يجري في عروقهم دمٌ، بل جبن مذل. وخنوع مهين!
يقولون هذا كله عن بنيك يا مصر. فيا ليتهم كذبوا فيما أدعوه ويا ليت بنيك ينهضون لتكذيبهم!
أي مصر!
يقولون أن العام ربيع بعده صيف، يتلوهما خريف وشتاء. فهل مضى ربيعان وبان؟
أكتب لك الشتاء الأبدي والزمهرير السرمدي؟
إن كان هذا حكم الدهر فما أجوره! إن كان هذا حكم القضاء فما أقساه!