نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي جلد : 1 صفحه : 40
فبغيت وكان عليك بغيك. فقبحاً لك وويلا! إني لأمقتك وأزدريك!) ثم جعل يمناه نطاقاً للحسناء وساروا جميعاً.
وبقيت كالذي ذهب عقله ثم تراجع إليّ رشدي ولحقتني لوعة وحرقة وذهبت إلى منزلي فبت بليلة السليم: ولما كان الصباح جاءني رسول من قبل هرش له سحنة بائع الثياب البالية يحمل إليّ ظرفاً ففضضته فإذا فيه جميع الرسائل التي كنت بعثت بها إلى (منا) ورسالة من هرش يدعوني فيها إما إلى المبارزة أو إلى الاستغفار من زلتي.
فقلت للرسول أما المعذرة والاستغفار فله ذلك مني متى شاء أن يحضر قلت ذاك وأشرت إلى عصا غليظة بأقصى الغرفة ثم ليسرع إليّ إن كان آتياً فقد أزمعت الرحيل غداً فلما سمع الرسول ذلك سألني ألست أرغب في شراء تبغ جيد أقصر به مسافة زحلتي فإن لديه صنفاً جمع إلى غاية الجودة منتهى الرخص فأشرت إلى الخادم أن يشيعه إلى باب الدار وحمدت الله على ذهابه.
وما زال يجيئني من هرش كل عام رسالتان يسألني فيهما أن أقبل منه على سبيل الهدية إما قصراً فاخراً ببلاد بوهيميا أو أستريا وإما مبلغ مائة ألف جنيه إن كنت أوثر المال وقد رأيت زوجته (منا) عام أول في دار التمثيل مثلقة بالماس والياقوت والشحم واللحم.
فقلت في نفسي. أي منا! اسمني ما شئت واقبحي فعندي الأنبوبة التي ذاقت الشهد من أعذب ثغر في طوائف موسى.
(تمت)
نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي جلد : 1 صفحه : 40