رحمة الضعفاء والمساكين، ومساعدة الناس في الدَّين [1].
المبحث الثاني: دخول الجنة برحمة الله لا بالعمل
[عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قاربوا وسدِّدوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله)) قالوا: يا رسول الله، ولا أنت؟ قال: ((ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل)) [2].
وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سدِّدوا، وقاربوا، وأبشروا؛ فإنه لا يُدخِل أحداً الجنة عملُهُ)) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلاّ أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة)) وفي لفظ: ((واعلموا أن أحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ)) [3]. [1] ويجمع أسباب دخول الجنة: طاعة الله ورسوله كما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى. ومن ذلك: الصدق في القول والعمل، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، والإحسان إلى الجيران، واليتامى، وتخفيف الكرب عن المكروب من المسلمين، والتيسير على المعسر، وستر المسلم وإعانته، والإخلاص لله، والتوكل عليه، والمحبة له ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وخشية الله، ورجاء رحمته، والتوبة إليه، والصبر على حكمه، والشكر لنعمه، وقراءة القرآن، ودعاء الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله للكفار والمنافقين، وأن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عن من ظلمك، والعدل في جميع الأمور، وعلى جميع الخلق، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام، والدعوة إلى الله، والنصيحة: لله، ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، وعامتهم، وغير ذلك من أمثال هذه الأعمال التي هي أعمال أهل الجنة، وبرحمة الله ثم بها يصل العبد إلى جنات النعيم، وذلك الفوز العظيم. [انظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 10/ 422 - 423]. [2] مسلم، كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل الجنة أحد بعمله بل برحمة الله تعالى، برقم 2816. [3] متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، برقم 6464، و6467، ومسلم، كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى، برقم 2818.