نام کتاب : مجلة «الزهور» المصرية نویسنده : أنطون الجميل جلد : 1 صفحه : 430
إذا الريح هبت عطر الأفق نشرها ... وأنوارها أوحت إلى الشمس تغرب
إذا الأرض طرف دمعه النيل جارياً ... على أنه بالعشب طرف مهدب
وللروح معنى في النسيم مخبأ ... إذا مس ميتاً قام يسعى ويدأب
مقاعد ترتد العيون حسيرة ... لديها ويسبى الرشد فيها ويسلب
ويوم لدى الأهرام قصرت ظله ... يرئم له ملهى بقلبي وملعب
تكاد حمياً لفظه ودلاله ... لرقته بالأذن والعين تشرب
لدى عجب من صنعة الجن شاهق ... تتبعه ألحا عيني فتتعب
معاهد فرعون وآثاره التي ... تروق على مر الزمان وتعجب
فيا قوم للأوطان زاد تشوقي ... فجفني قريح والفؤاد معذب
فلولا هواها ما حملت بعادها ... فما كنت لولا حبها أتغرب
أذود العدا عنها وأقتحم الردى ... واطفوا على موج المنايا وأرسب
إذا ذكرتها النفس في الروع أقدمت ... على الموت لا تخشى ولا تتهيب
فيا ليت شعري والزمان معاند ... هل الدهر يصفو أم هل الدهر يعتب
وهل ركب مصر للحياة طريقه ... فيشدى له أم للمنايا فيندب
فيا مصر للعلياء والمجد أقدمي ... وما المجد إلا قوة وتغلب
ويا مصر للعرفان والعلم شمري ... فهذا دواء للبلاد مجرب
وإن نحن أرضينا الإله أعاننا ... وإن نحن أغضبناه يا قوم يغضب
وكل بناء في يد الله ركنه ... فليس له في العالمين مخرب
محمد توفيق علي ضابط بالجيش المصري
نام کتاب : مجلة «الزهور» المصرية نویسنده : أنطون الجميل جلد : 1 صفحه : 430