نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 106
مات شوقي! *
مات شاعر الإسلام الذي كان يعتزّ بمفاخره، ويشدو بمآثره. وينطق بلسانه. ويجول في ميدانه، ويدعو إلى جامعته، ويمشي في ركاب خلافته.
مات شاعر العربية الذي تشرّب روحها وتملّكت هي روحه، فحمى أسلوبها ونغمتها، وعرضها على أهل هذا القرن معربة عنه كما أعربت عما قبله بليغة فصيحة، فحمَل لواءها خفّاقًا في الآفاق، كما تُوِّج على شعرائها في الأقطار باستحقاق.
مات شاعر الشرق الذي كان يهتز قلبه لهزّاته، وتضطرب حياته لاضطراباته، وترتفع آهاته مع آهاته، فيدوّي صوته حتى لتتحرّك له جبال، ويهلع منه رجال، وتسري كهرباؤه حتى لَترتبط بها بعد الشتات أوصال، وتحيا بها بعد الموت آمال.
مات شاعر الإسلام والعربية والشرق، فعزاءً فيه للإسلام والعربية والشرق، وعزاءً فيه لمصر كنانة الله، من الإسلام والعربية والشرق.
ورحمة الله عليه في أبناء الإسلام والعربية والشرق العامدين، وسلام الله عليه في رجال الإسلام والعربية والشرق الخالدين.
* الشهاب، المجلد 8، الجزء11، نوفمبر 1932.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 106