نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 116
وعضكم الدليل، رجعتم بنا إلى أصول من طباعكم هي المباهتة والمغالطة والقول بغير علم، وهو شر ما يتخلّق به متخلّق وأوهن ما يعتمد عليه مجادل.
ونقول لكم: سلّموا العلم بالكتاب والسنّة وهدي السلف إلى من مارسها بالبصيرة النافذة، وتناولها بالذهن الوقاد والقريحة الحيّة، وأنفق فيها من عمره مثل ما أنفقتم في اللهو واللغو والتطبيل والتزمير- فتمارون وتصرون وتستكبرون، فويحكم إن (التسليم) من أصول طرائقكم فيما تزعمون … فهل يجب التسليم عندكم للمتخمّر إذا تخمّر، فعبث بالمقامات العليا من نبوية وملكية وألوهية، ويجب التسليم عندكم للمشعوذ إذا شعوذ وللشيطان إذا استحوذ، وللمجذوب إذا اختلّت أعصابه وضاع صوابه وسال لعابه، ولا يجب التسليم لكتاب الله إذا قام دليله، ولهدي نبيّه إذا اتضح سبيله…؟ وهل من محادة لله ورسوله أعظم من هذه؟ وهل في مراتب الاستخفاف بالدين أسفل من هذه؟ فهاتوا مخلصًا من هذا، وهيهات أن تجدوه ولو كان الشيطان لكم نصيرًا.
ولسنا ندري أيعلم علماؤكم هذا أم يجهلونه ولكن الذي ندريه أنكم لغير هذا آجرتموهم. وإن كان علماؤكم من الطراز الذي كانت تعلن عنه جريدة البلاغ فتنعت الواحد منهم بأنه مدرّس بقرية كذا وأن عنوانه بقهوة كذا فلا تصدق إلا في آخر النعتين- فقد أضفتم إلى الاستخفاف بالدين الاستخفاف بالعلم.
إن محلّ النزاع بيننا وبينكم هو هذا العامي. نريد أن نحرّره من استعبادكم ونطلقه من أسركم، وتريدون أن يبقى عبدًا تستغلّون خراجه ولا يستقيم لكم هذا منه إلا بجهله وغفلته. فأنتم تجهدون في تجهيله وتضليله ومن ذرائعكم لذلك أن تبعدوا ما بيننا وبينه فهلا واحدة هي أقرب إلى النصفة والمعدلة وهي أن لا تضلّوه إذا لم تهدوه وأن تتركوا له مَالَه إذا لم تصلحوا حاله.
نريد لهذا العامي أن يؤمن بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبالكعبة قبلة وبالقرآن إمامًا وبمحمد رسولًا، وأن لا يرجو النفع إلا من ربّه ولا يستدفع الضرّ إلا به، وأن لا يستعين بعد الأسباب الكسبية إلا بقوّته، وتريدون منه أن يؤمن مع ذلك أو قبل ذلك أو بعد ذلك بأنكم أولياء الله وإن استبحتم الحرمات وركبتم المحرمات، وأن يشرككم مع الله في الدعاء أو يدعوكم من دونه وأن يلتجئ إليكم حتى فيما هو من خصائص الألوهية، وأن يشدّ الرحال لبيوتكم كما يشدّها لبيت الله- فاجبهونا بالتكذيب إن استطعتم.
أليس فيكم من يبيع الأولاد للعقيم ويبيع الراحة للسقيم؟
أليس فيكم من يهدّد المسلم بخراب البيت وموت الأولاد وهلاك الحرث والماشية إذا هو قطع عادة أو قصر في شيء من رسوم الخدمة؟ أليس فيكم من كتب على قبر أبيه:
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 116