نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 219
الحافظي- ففعلوا، ولاعبت السفافيد البطون، ولعبت الأشداق بقطع الزجاج وأوراق [الهندي] [6] الشائكة، وخرجت الحيات والأفاعى من اسفاطها لتزين هذا المشهد [الإسلامي]،. ولا تنس- فإن القوم لم ينسوا- الأعلام المرفرفة والبنادير المهفهفة، والشارات المختلفة، والكر والايجاف، والرقص والارتجاف، كل ذلك، والآلة المصورة لا تغادر كبيرة ولا صغيرة إلا سجلتها. وخرج من كل ذلك [فيلم سينمائي] محبوك ليعرض على العالم المتمدن مكتوبًا عليه [هذا هو الإسلام]. ولم ينقص من كماله إلا أن السينما لم تكن ناطقة إذ ذاك، ولولا ذلك لسجلت الأذكار، والآهات، والشخرات، والنخرات، ولتشرفت عواصم الحضارة بسماع [والشبليكو يا الهي!] [7].
ونحن لا نقول في هذا الفيلم إلا أنه فضيحة مسجلة، ولا نلوم هذا المدير المستشرق على عمله هذا لأنه عمله الذي خلق له ووقف نفسه عليه. وإنما نعدّ هذا العمل من أوزار الطرقية الآثمة، ومصائبها على الإسلام.
وما هذا بأوّل أوزارها ولا بأوّل مصائبها. ولو لم يكن هؤلاء الطرقيون محسوبين علينا، ولم يكن إفكهم محسوبًا عند أمثال هذا المدير على ديننا، لما زاد اهتمامنا بهم على اهتمامنا بمستشرق جاهل نرد خطأه في العلم، ولا نقوم زيغه في العقيدة.
ولكن القوم محسوبون علينا كرهًا بطبولهم، ومزاميرهم، وزجاجهم، ومساميرهم، وسبحهم، وأعلامهم، وأنصابهم، وأزلامهم. وهيهات أن نسكت عنهم حتى نصفي معهم الحساب، ونميز القشر من اللباب.
علمنا كل هذا وعلمنا معه أن هذا المدير المتقاعد المستشرق لا يزال مغيظًا محنقًا على الإصلاح، ولا يزال يعظ الطرقيين بتلمسان ويذكرهم (خالصًا مخلصًا) بلزوم التمسّك بالعوائد الإسلامية، وبلزوم المحافظة على (البردة) وملحقاتها في الجنائز، كل ذلك لمحبّته في الإسلام والمسلمين ولمحافظته على الآثار ...
فلم نَرْتَبْ في أن للرجل أثرًا في كتاب السعادة الأبدية، وأن (هذا الفسيل من
تلك النخلة) وأن (هذا الفصيل من ذلك الذود)، وابتهجنا باكتشاف عنصر جديد من عناصر البحث، وعامل خفي من عوامل المقاومة للحركة الإصلاحية سنشتغل به ونشغله عن نفسه. وأيضًا أن المسألة ليست مسألة كتاب ومؤلف. ولكنها فكرة تقوم بكل
6) الهَنْدي: التين الشوكي.
7) أخبرنا بعض مصلحي تلمسان أن للعيساوية ذكرًا مخصوصًا يقولون فيه: "والغزالي يا إلهي! والشبلي يا إلهي! الخ."؛ وانهم يحرّفون كلمة [الشبلي] فيقولون: [والشبليكو]. وهكذا يحفظها الأتباع على الأشياخ. وسبحان من طبع على قلوبهم!
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 219