نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 232
التجديد في الأمّة، ولينصروا المؤتمر ويؤيّدوا النواب ويعينوهم بالقول والعمل، وشاركهم في هذا الاجتماع كثير من نواب العمالات الثلاث أيضًا. وكم كان جميلًا من أولئك الشبان ومن أولئك النواب أن يلوذوا بجمعية العلماء المسلمين، ويسترشدوا بها ويمزجوا رأيها برأيهم، ويظهروا مجتمعين على معنى الوفاء لها والإخلاص لمبادئها والاعتراف بفضلها على هذه الأمّة فيما أيقظت من مشاعر، ونبّهت من إحساسات وجمعت على المصلحة العامة من قلوب!
وكانت الليلة التي أسفر صباحها عن المؤتمر، تمهيدية أيضًا، تقاربت فيها وجوه النظر المختلفة حتى اتفقت، وكانت ليلة بهيجة اجتمعت فيها عناصر القوة الثلاثة: العلماء والنواب والشبان، وتمثلت فيها العمالات الثلاث أكمل تمثيل.
وخلاصة ما استقر عليه الرأي في هذه الليلة، أن المطالب الجزائرية تنقسم إلى قسمين:
قسم لا يختلف فيه نظر ولا يتشعب فيه رأي، لأنه عبارة عن مظالم صريحة وأوضاع شاذة كانت تعامل بها الجزائر بصورة استثنائية، كحرية القول والفكر والكتابة والاجتماع والتنقل والتعليم العربي والمساجد وكرفع القوانين الاستثنائية الشاذة الخ.
وقسم يحتاج إلى تأمل ودقة نظر، وهي الحقوق السياسية، وأشد مسائل هذا القسم تعقيدًا مسألة النيابة في البرلمان.
وقد كانت تغمر المحافل الجزائرية أسماء برامج عتيقة في وضعها أو في معناها، ولكل برنامج أشياع وأنصار، وكان من رأي كاتب هذه الأسطر وجماعة من المفكرين، إلغاء تلك البرامج كلها، لأنها وُضعت في ظروف ضيقة وبُنيت على اعتبارات فردية، وفي بعضها ما لا يتفق مع الرغائب الجزائرية الإسلامية، وفي بعضها ما يتصادم مع الذاتية الجزائرية الإسلامية ووضع برنامج إسلامي جزائري روحًا ومعنًى واسمًا، ينتزع من حالة المسلم الجزائري التي هو عليها الآن، وكان من حسن التوفيق أن رجعت الآراء إلى هذا الرأي، فاجتمع الحاضرون في تلك الليلة التمهيدية على تسمية المؤتمر باسم "المؤتمر الجزائري الإسلامي"، وعلى عدم اعتبار البرامج القديمة أساسًا له، وعلى المطالبة بحقوق المسلم الجزائري السياسية تامة غير منقوصة مع المحافظة التامة على أحواله الشخصية الإسلامية تامة غير منقوصة مع إصلاح الخلل الواقع فيها الآن، وعلى إعطائه حق النيابة في البرلمان على أساس الانتخاب المشترك المتحد بحيث ينتخب المسلمون مع الفرنسيين نائبًا واحدًا سواء كان مسلمًا أو فرنسيًا، وكل مسلم له حق الانتخاب اليوم في المجالس الجزائرية من بلدية وغيرها، له حق الانتخاب في النيابة البرلمانية.
ثم المساواة في الحقوق التي تتبع هذا التساوي في الانتخاب النيابي البرلماني.
وتفاوض الحاضرون في جميع المسائل التي يجب عرضها في المؤتمر وتقديمها باسمه، وفي نظام المؤتمر ومكتبه وخطبائه، فوقع الاتفاق الإجماعي على إسناد رئاسة المؤتمر للزعيم
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 232