نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 234
- 2 - *
يوم المؤتمر:
ما كادت الساعة المقرّرة لافتتاح المؤتمر تدق، حتى كانت قاعة "الماجستيك" الفسيحة وإيوانها الفخم وشرفاتها كلها، مكتظة بالوافدين من الأقطار الثلاثة [1]، فكان منظرًا مؤثّرًا، وإن الناظر ليدرك لأول نظرة أن طبقات الأمّة كلها تمثّلت في المؤتمر، فترى العامل، والتلميذ والفلاح، والغني، والفقير، والوجيه، والخامل، والفتى، والشيخ، ممتزجين متلاصقين، فتحكم بالبداهة كيفما كان سنّك وحظك من شهود المجتمعات، أنه أول مشهد من نوعه شهدته في عمرك بهذا الوطن.
انتظم المكتب بهيئته التي أسلفنا القول عنها واستقرّ رجال الصحافة في المقاعد التي خُصّصت لهم، وافتتح المؤتمر الدكتور عبد النور تامزالي النائب المالي والبلدي بكلمة رحّب فيها بالمؤتمرين وتمنّى لهم النجاح باسم مدينة الجزائر التي هو عضو في مجلسها البلدي، ونائب شيخها.
ثم قام رئيس المؤتمر الدكتور صالح بن جلول فخطب خطبة طويلة وصف فيها حالة الأمة، وبيّن الأسباب الداعية لعقد المؤتمر والمقاصد التي ستعرض عليه. وأعلن في الأخير أن النواب كلهم مجمعون على المطالبة بالحقوق السياسية، ومنها التمثيل في البرلمان لا على أسس البرامج الشخصية الرائجة، بل على أسس المساواة التامة والتعميم التام، والمحافظة التامة على الأحوال الذاتية الإسلامية بحيث ينتخب الجزائريون على اختلاف أجناسهم، نائبًا واحدًا، ويكون حق الانتخاب البرلماني حقًّا لكل مسلم جزائري له حق الانتخاب المحلي، مع المحافظة والاعتراف للمسلم الجزائري بذاتيته الشخصية الإسلامية وأحكامه الإسلامية.
* جريدة "البصائر"، السنة الأولى، العدد 24، الجمعة 29 ربيع الأول 1355هـ/ 19 جوان 1936م.
1) أي المقاطعات الثلاث أو المحافظات الثلاث وهي وهران، والجزائر العاصمة وقسنطينة.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 234