نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 28
وقد تقبل أولو العلم وأهل النُّهى هذا العمل بقبول حسن، واستبشروا به خيرًا، وهنَّأوا مدينة سطيف وأهلها بما مَنَّ الله عليهم، إذْ بَعَث فيهم عالِمًا من أنفسهم، عزيز عليه ما عنتوا، حريصٌ عليهم، وحثُّوهُم على الالتفاف حوله لاستفادة مما آتاه الله من العلم والحكمة. وقد حفظ لنا التاريخ شيئًا من ذلك، حيث نشر الأستاذ عبد الحميد معيزة (1893 - 1927) قصيدة سجَّل فيها ملامح من تلك الحركة ومعالم من ذلك العمل فقال:
سطيف لكِ البشرى فطيري سرورا … وجاري إذا شئتِ الدراري نورا
فهذا (بشير) العلم ألقى بك العصى … فبري به جارًا، وسري مجيرا
لنشر علوم الدين قام مشمرا … بعزمة صدق لا تلاقي فتورا
إذا شئتَ علوم الأولين فأمَّه … فسَلْ بعلوم الأولين خبيرا
(موطَّأٌ) كما شاء الإمام مهذب … وحكمة لقمان تفيض غزيرا
وتفسير قرآن ستنفخ روحه … فتبعث في كل البرايا نشورا
وإذا أردت البحث في علم عصرنا … تجده بكُنه الكهرباء بصيرا
نعم، حل في أرجائك الفيح ناصح … أمين، فزيدي يا سطيف شعورا
وأذَّن في الأرواح والقوم نُوَّمٌ … وقد خيّم الجهل المميت دهورا
ويحضّ الأستاذ معيزة الناس على الإقبال على الإمام لنيل المعارف التي تمحو الجهل وتنير العقول كما تمحو آية النهار غَسَق الليل، فيقول:
أقول لقومي حين شاهدت درسه … مقالاً يعيه العارفون خطيرا
هلموا إلى نيل المعارف والعلى … فقد أسفر الصبح المنير سفورا
وأنهى الأستاذ معيزة قصيدته بحثِّ الإمام الإبراهيمي على الصبر على ما يعترضه من عواثير، مبشرًا إياه بالفوز والنُّجْحِ:
فيا أيها الشهم الذي شاع ذكره … فأنجد في كل البلاد ظهورا
تصبَّر إذا ما الأمر صعب فإنما … يلاقي نجاحًا من يكون صبورا
وداوم على هدي، وكن خير مرشد … ستحظى بفوز المصلحين أخيرا (9)
9) جريدة "النجاح"، عدد 144، قسنطينة: 1924/ 2/1، وقد صدرت القصيدة بهذا التعليق: "ونحن بمعرفتنا لهذا العلامة نتحقق أن بلاد سطيف المتعطشة للعلوم العربية سيكون لها شأن في ميدان العلم والأدب. وكيف لا والشيخ البشير من النبغاء المحرزين على إجازات علمية من مشائخ الأزهر الشريف، فعسانا نرى من رجال سطيف وضواحيها إسعافاً وتأييدًا لهذا المبدإ الحسن والعمل المبرور حتى ينتشلوا أبناءهم من مصائب الجهل، والنوايا في أولئك الفضلاء حسنة".
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 28