نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 281
الإصلاح الدّيني لا يتمّ إلا بالإصلاح الإجتماعي
(خطبة الأستاذ الإبراهيمي التي ألقاها صبيحة اليوم الأول من أيام الاجتماع) *
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أيها الاخوان: أما وقد جاوزت جمعيتكم خمس مراحل من وجهتها الموفّقة، وسلخت سنوات من عمرها العامر بالصالحات، وقطعت خمسة أشواط في مبدئها
الذي عاهدت الله على أن تبلغ غايته أو تموت في الدفاع عنه والنضال من دونه، ولقيت من العوارض والعوائق ما ذللته العزائم ومهّدته الهمم. وكانت نتائج ذلك كله عكس ما ظنّه المتشائمون، ورأت من عجائب صنع الله لها وبره بها وخِيَرَتِهِ لها ما لم تكن تحلم به، إلى أن كانت الحادثة الأخيرة التي ظن مدبّروها أنها القاضية على الجمعية والخانقة لأنفاسها والمقوّضة لها من أساسها، فكانت عليها كنار الخليل بردًا وسلامًا، وانها لأول حادثة في تاريخ الجمعية جمعت بين الضدين: سوء الوقع وحسن الأثر، فقد امتحن فيها إحساس الجمعية ومسّ فيها مكمن الغيرة من الأمة الإسلامية، ولو هفت منا الحلوم أو خفيت على الأمة موارد الحادثة ومصادرها، لرأيتم معنى عاليًا من معاني الحفاظ الكمينة في هذه الأمة الفقيرة إلا من الشرف والعزلاء إلا من العزائم، ولقرأتم صفحة من صفحات البطولة ظنّ الناس أن مكانها من تاريخ الجزائر الحديث خال، ولأرينا العابثين بمقدّرات الأمم كيف تكون عواقب العبث، ولكن الله سلّم وألهم الرشد فأريناهم كيف يكون الصبر في الشدائد وكيف يكون التنبّه للمكائد، وأذقناهم مرارة الخيبة وغصص اليأس وكنا نحن الفائزين.
أما وقد تمَّ كل ذلك، فقد وجب أن نقف على رأس هذه الأعوام الخمسة ونستعرض الأعمال التي تمّت فيها على يد الجمعية استعراض المعتبر بماضيه وحاله، الموازن بين
* الاجتماع العام الخامس لجمعية العلماء المسملين الجزائريين الذي عُقد بنادي الترفي بعاصمة الجزائر في سبتمبر 1936. جريدة "البصائر"، السنة الأولى، العدد 37، الجمعة 16 رجب 1355هـ / 2 أكتوبر 1936م.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 281