نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 384
الأستاذ محمد بن مرزوق*
فجعت مدينة تلمسان عمومًا وطائفة الإصلاح خصوصًا بموت الأستاذ الخير محمد بن مرزوق سليل البيت المرزوقي الشامخ البنيان، ورئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأحد دعاتها الثابتين.
لقي ربّه ليلة الأربعاء 22 جمادى الثانية بعد مرض لازمه زهاء عام، ولم يفد فيه علاج ولا حيلة، فكان موته صدمة لاقاها المصلحون بالصبر، وكان أثرها فيهم بقدر ما فقدوه بفقد الراحل الكريم من خلال صالحة وعزيمة ثابتة، ويقين لا تشويه الشائبة.
كان كل حظ الفقيد من العلم مبادئ عربية تلقّاها عمن أدرك من مشائخ ذلك العصر في تلمسان، وتعاليم مدرسية رسمية تلقّها بمدرسة تلمسان الحكومية.
ثم بعد حصوله على شهادتها الأخيرة سمتْ به همته إلى تحصيل الشهادة العليا من مدرسة الجزائر فحصَّلها، وبدأ حياته العملية مدرّسًا حكوميًا بالسودان، ثم مدرّسًا بمدرسة الألسن الشرقية بباريس، ولم يرض ذلك كله شيئًا من همته ولا اتّفق مع ما هو مستعدّ له، وكأنه كان يروّض نفسه الأبية على شيء لم يخلق له، ثم انخرط في السلك القضائي من أول مراتبه فلم يلبث فيه إلا قليلًا، ثم دخل في التدريس الرسمي ببلدة "بلعبّاس"، فكانت آخر رتبة لتلك الرياضة التي راض بها نفسه على الوظائف، فلم تتفق واحدة منها مع تلك النفس الحرّة.
ولو أن نفسه كانت من طراز تلك النفوس التي تعشق الوظيفة بما فيها من قيود، لبلغت به اليوم أقصى تلك الدرجات وحلته بحلاها. ولكنها رجعت به، مع رقة الحال، إلى أقرب
* جريدة "البصائر"، العدد 180، 25 أوت 1939 (بدون إمضاء).
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي جلد : 1 صفحه : 384