responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 48
وأصبح تاريخ العلوم الإسلامية يتناول تاريخ رجالها وتاريخ انتقالها في ظل الإسلام من الشرق إلى الغرب وتاريخ أطوارها قوة وضعفا، فلا عجب إذا أعجبت بهذا الفقيد وهو الذي إذا بحث في هذه المواضيع الشائكة أرضى الحق وأرضى التاريخ، وإن ناشئتنا لفي شديد الحاجة إلى تلقين هذا النوع من العلم في مبدإ نهضتنا العلمية وإلى الانطباع بهذا الطابع طابع الاستقلال والنقد.
لست في موقفي هذا شاعرا أؤبن فأجري وراء الخيال في تصوير عظم المصيبة بفقيدنا العزيز لأجري دمعة جامدة أو أحرك عاطفة خامدة، كلا ليس هذا من شأني ولست بصاحبه وإني لتاركه إلى شعراء الحفلة فليبكوا ما شاءوا وليستبكوا ما شاءوا فالموقف حقيق باستنزال العبرات وتصعيد الزفرات وذهاب النفوس حسرات.
وإنما وقفت لأبين لكم ناحية من نواحي الفقيد، وهي ناحية عرفها القليلون منا وجهلها الكثيرون، هذه الناحية هي الغرة اللائحة في حياة الراحل الكريم، وهذه الناحية هي في نظري سر نبوغه أو سر تفوقه أو سر غربته في هذا الوطن.
هذه الناحية هي التي لاحت للعلماء من غربيين وشرقيين فاكبروا الرجل وأنزلوه المنزلة التي هو بها حقيق- هذه الناحية هي العظة البالغة والعبرة النافعة للناشئين منا في العلم وهي المثال الذي يجب أن يحتذه، حياة العلماء الذين وقفوا حياتهم لنفع البشر إلا أمثلة تحتذى ولها بعد ذلك أثرها في النفوس إن خيرا وإن شرا.
امتاز الفقيد بعدة خلال جليلة مجموعها هي تلك الحياة الجليلة التي يبكيها الباكون منا اليوم ويعتبر بها المعتبرون.
هذا الفقيد العظيم يصفه الواصفون بالمحافظة فيمدحها قوم ويذمها آخرون، ويصفه الواصفون بالنزعة الإسلامية الشاذة فيمدحها قوم ويذمها آخرون.
ويصفه الواصفون بسعة الاطلاع على تاريخ العلم الإسلامي والتوفر على البحث فيه على المنهج العلمي المبني على المحاكمة والنقد والاستدلال. فتجتمع الآراء وتتفق المشارب وتلتئم الأهواء.
يا ساكن الثرى ومستبدل الوحشة بالأنس، هذه طائفة من قرنائك وعارفي قدرك وتلامذتك جاءتك وأنت في ثراك تجدد بك العهد بعد الأربعين وإنها لغيبة طويلة لولا أن ما بعدها أطول.
جاءت تجدد- ذكراك الخالدة وتعدد ما خلفت من تراث وما هو إلا علم صحيح ومبدأ صريح وكفى بهما ذخرا لك ولنا.

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست