responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير البياني لما في سورة النحل من دقائق المعاني نویسنده : سامي القدومي    جلد : 1  صفحه : 111
(ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون) (55)
المفردات:
- آتيناهم: أعطيناهم.
المعنى الإجمالي:
بعد أن بينت الآية السابقة أن الكفار يشركون بالله بعد أن أنعم عليهم وكشف عنهم الضر، تهدد هذه الآية الكفار بسبب إشراكهم بالله، وبأنهم سوف يعلمون سوء عذابهم، وهذا العذاب سوف يأتيهم رغم تمتعهم في الدنيا، وعدم شعورهم بالعذاب القادم.
المعنى التفصيلي:
- أذكر بعض الآيات القريبة من معنى هذه الآية وما قبلها:
1 - (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون (65) ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون) (66)) (العنكبوت)
2 - (وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون (33) ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون (34)) (الروم)
- اللام في (ليكفروا) هي لام الأمر، وهذا الأمر للتهديد، أي اكفروا بما آتيناكم فإنكم ستجزون على هذا الكفر أشد الجزاء.
وقيل اللام هي لام العاقبة، أي لام النتيجة، أي عاقبة شركهم أنهم يجحدون نعمة الله عليهم، أي نتيجة هذا الإشراك هي كفران نعمة الله وجحودها.
والقول بأن اللام لام العاقبة بعيد؛ لأن الشرك بحد ذاته كفر بالنعمة، فكيف يكون كفر النعمة عاقبة للشرك.
- (بما آتيناهم) (ما) اسم موصول، يتضمن تعظيم النعمة، ويلزم عن تعظيم النعمة في هذا السياق تعظيم كفرانها، ولذا فالتعبير بالاسم الموصول - هنا - يدل على فظاعة جحود الكفار لنعمة ربهم.
- (آتيناهم) أي أعطيناهم من النعم والإكرام، ورفعنا عنهم الضر والبلاء.
- أسند الفعل (آتيناهم) إلى الله سبحانه وتعالى بضمير الجمع "نا"، الذي يدل على التعظيم، ولم يأت النص بـ " أوتوا" أو " آتيتهم" بل جاء مسندا إلى الله بصيغة التعظيم؛ لأن تعظيم الإعطاء يدل على تعظيم المعطى، فإذا كان الإعطاء عظيما، كان المعطى من النعم عظيما أيضا.
- (فتمتعوا) أي بهذه الدنيا، وهذه الصيغة هي صيغة أمر (فتمتعوا)، ولكن يقصد بها تهديد الكفار، بأن قيل: لهم تمتعوا في الدنيا كما تشاؤون فالعذاب قادم وسوف تعلمون.
- وقع في الآية التفات من الغيبة (ليكفروا بما آتيناهم) إلى الخطاب (فتمتعوا فسوف تعلمون)؛ زيادة في التهديد؛ لأن أسلوب الخطاب أبلغ في التهديد.
- (فسوف تعلمون) أي: سوء عاقبتكم، ولم يأت التعبير بـ "ستعملون"؛ لأن السين - كما يقول بعض النحويون - تدل على الوقوع في الزمن القريب، بينما " سوف" تدل على الوقوع في الزمن البعيد، وتدل الـ"السين" و"سوف" على التأكيد، إذا دخلتا على مضارع يدل على وعد بالخير، أو وعيد بالعذاب وأمثاله.

نام کتاب : التفسير البياني لما في سورة النحل من دقائق المعاني نویسنده : سامي القدومي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست