نام کتاب : مختصر تفسير سورة الأنفال نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 10
الأَدْبَارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [1] توعد سبحانه على الفرار من الزحف بالنار، والزحف: المزاحفة وهي المقاربة والدنو، وقوله: {إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ} أي يفر مكيدة ثم يعطف للقتال. {أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} جماعة من المسلمين، قيل ولو كان الإمام الأعظم[2].
قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [3] يقول تعالى: هو الذي أنزل الملائكة، وشاء الظفر والنصر، وألقى الرعب في قلوبهم، وقوى قلوبكم، وأذهب عنها الفزع. {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} ، وذلك "أن رسول الله أخذ حفنة من تراب بعد تضرعه فرماهم بها وقال: شاهت الوجوه. وأمر أصحابه أن يحملوا فأوصل الله ذلك التراب إلى أعين المشركين، فلم يبق أحد منهم إلا ناله ما شغله، فولوا مدبرين 4") . وقوله: {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً} [5] أي: ليعطيهم عطاء حسنا قال الشاعر: 6
جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم ... وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
وفي الحديث: "وكل بلاء حسن أبلانا [7]، بعد قوله: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا 8") . [1] سورة الأنفال آية: 15-16. [2] نفس المصدر والجزء والصفحة. [3] سورة الأنفال آية: 17.
4 سيرة ابن هشام: 2/268, زاد المسير: 3/332. [5] سورة الأنفال آية: 17.
6 القائل: زهير ابن أبي سلمى انظر شرح ديوانه: 109. [7] ابن كثير: 3/296.
8 مكان هذه الجملة غير واضح المعنى.
نام کتاب : مختصر تفسير سورة الأنفال نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 10